إطلاق التقرير الخاص بالعدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني على اليمن
الصمود/
عقدت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان اليوم مؤتمرًا صحفيًا في صنعاء لإطلاق التقرير الوطني بشأن العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني على اليمن، والذي جاء دعمًا ومناصرةً للشعب الفلسطيني في غزة.
وفي المؤتمر الصحفي، أوضح رئيس الهيئة علي تيسير أن الهدف هو كشف الحقائق للرأي العام العالمي، والتأكيد على صمود اليمن في مواجهة العدوان، مؤكداً أن محاولات التشويه الإعلامي لمواقف اليمن تجاه دعم غزة لن تؤثر على سياسات الدولة الثابتة.
وأشار تيسير إلى أن التحركات العسكرية للتحالف، بما فيها تشكيل تحالفات مثل “الازدهار” و”أسبيس”، لم توقف العمليات العسكرية اليمنية، ولم تثنِ اليمن عن نصرة الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما تطرق تيسير إلى ملف المتورطين في استهداف الحكومة، مؤكدًا أن التحقيقات أكدت ضلوع خلايا داخل برامج أممية في استهداف شخصيات رفيعة من الحكومة، وأن جميع الإجراءات الأمنية والقضائية تمت تحت إشراف كامل للنيابة، وتم إحالة الملفات إلى الجهات القضائية المختصة لإصدار الأحكام، مع وجود إثباتات وأدلة قوية على تورط هذه الخلايا.
وشدد تيسير على أهمية استمرار التعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية لتوثيق الانتهاكات وإيصال صوت الضحايا إلى الرأي العام العالمي، مؤكدًا أن اليمن سيواصل العمل لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية ومواجهة كافة أشكال العدوان بأساليب قانونية وسياسية وإعلامية متوازنة.
جرائم ثلاثي الشر بالأرقام:
وفي المؤتمر استعرض المستشار القانوني لوزارة العدل وحقوق الإنسان حميد الرفيق، التقرير الوطني الخاص بالعدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني على اليمن.
ووثّق التقرير 2801 غارة جوية وبحرية نفذها التحالف الأمريكي الإسرائيلي البريطاني على الأماكن العامة في اليمن.
وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد وإصابة 1669 مدنيًا بينهم 235 طفلًا و119 امرأة.
وبلغ عدد الشهداء 441 بينهم 38 طفلًا و23 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 1228 بينهم 197 طفلًا و96 امرأة.
ولفت التقرير إلى أن الكيان الإسرائيلي شن في 6 و28 مايو 2025 أكثر من 150 غارة جوية على مطار صنعاء الدولي وموانئ الحديدة ومحطات الكهرباء في صنعاء والحديدة، كما تعرض المطار لعشرات الغارات التي أتلفت منشآت الملاحة الجوية وأحرقت ست طائرات مدنية.
واستهدفت الطائرات صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن” في حي التحرير المكتظ بالسكان، ما أدى إلى استشهاد عشرات الإعلاميين والمواطنين.
أوضح التقرير أن العدوان طال كافة القطاعات الحيوية، بما في ذلك الموانئ والمطارات والمدن والأحياء السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب القطاعات الاقتصادية والخدمية مثل الاتصالات والكهرباء.
كما وثّق التقرير استهداف حكومة “التغيير والبناء”، بما في ذلك محاولة اغتيال مسؤولين كبار، واستهداف المرافق الحكومية والإدارية، ما يعكس الطبيعة الممنهجة للعدوان الذي تجاوز الأهداف العسكرية التقليدية.
وأشار التقرير إلى استخدام التحالف العدواني لمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا، وتم توثيق آثار وبقايا هذه الأسلحة في المناطق المستهدفة، مؤكدًا أن العدوان كان شاملًا وممنهجًا، مع آثار بشرية ومادية وسياسية واقتصادية واجتماعية وصحية وبيئية كبيرة.
وتطرق التقرير إلى تحركات التحالف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في مختلف المجالات، بما فيها عرقلة صرف مرتبات موظفي الدولة، والملفات الإنسانية الخاصة بالأسرى، وفتح مطار صنعاء لوجهات جديدة.
ولفت إلى تشكيل التحالفات العسكرية “الازدهار” و”أسبيس”، بهدف وقف العمليات العسكرية اليمنية، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل أمام صمود الشعب اليمني وعزيمة المقاومة.
توصيات التقرير:
وتضمن التقرير توصيات عدة، من أبرزها، تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تحت إشراف مجلس حقوق الإنسان أو مجلس الأمن للتحقيق في الجرائم.
وحثت على إحالة مرتكبي الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية وفق نظام روما الأساسي، وضمان عدم إفلات أي من قيادات التحالف من المساءلة القانونية.
وشددت على ضرورة توثيق الأضرار الإنسانية والاقتصادية وإنشاء صندوق دولي لتعويض الضحايا، مع إدانة الحصار الاقتصادي والإجراءات العقابية، ورفع القيود على المساعدات الإنسانية.
ودعت التوصيات إلى إطلاق حملات تضامن دولية لدعم اليمن ورفع الحصار عنه، وتوسيع الشراكة مع المنظمات الحقوقية الدولية لتوثيق الانتهاكات وإيصال صوت الضحايا إلى الرأي العام العالمي.