أمريكا عدوُّ السلام
الصمود – بقلم/ يوسف العزي
مهما حاولت واشنطن التشدقَ بشعاراتِ الحقوقِ والحديثَ عن السلامِ، فلن تستطيعَ ترميمَ صورتها الوحشيةَ التي نشأتْ على الصلفِ والعدوانيةِ، ابتداءً من إبادة الهنودِ الحمرِ، مُرورًا بإلقاءِ القنابلِ الذريةِ والنوويةِ على مدينتَي هيروشيما وناجازاكي، وارتكاب الفظائع في العراقِ وأفغانستانَ، إضافةً إلى الدعمِ اللامحدودِ الذي تقدمهُ للكيانِ الصهيونيِّ المجرمِ.
إنه لمن المضحكِ والمبكيِ في الوقتِ نفسهِ أن يتحدثَ المجرمُ ترامب عن السلامِ في الشرقِ الأوسط، في الوقتِ الذي يقولُ فيه: «قدّمنا لـ(إسرائيل) مئاتِ الآلاف من القنابلِ الذكيةِ والمدمّـرةِ، ونحن ندعمها وسندعمها بكلِّ شيءٍ».
فهي تستخدمُ قنابلنا «حسنَ استخدام» – ويقصدُ بـ «حُسنِ الاستخدام» تدميرَ المساكنِ وقصفَ المستشفياتِ وقتلَ الرضعِ في قطاعِ غزة.
كيف يمكنُ أن يكونَ لواشنطن بصمةٌ في السلامِ وهي من تُشعلُ الحروبَ على امتداد جغرافيا العالمِ وتُغذي الحروبَ المندلعةَ في كُـلّ قِطْرٍ من هذا الكونِ؟
والعارُ والخزي أن يصدقَ زعماءُ أمتنا العربيةُ والإسلاميةُ عناوينَ البيتِ الأبيض المخادعةَ، وأن ينقادوا للمسوخِ البشريةِ الذين يأتونَ من غربِ الدنيا للتآمرِ على الإسلام والمسلمينَ، وأن يتبنّوا مواقفَ واشنطن في سلبِ المجاهدينَ سلاحَهم الذي حمى عروشَهم كَثيرًا.
ولولا وجودُ سلاحِ المقاومةِ الفلسطينيةِ وحزبِ اللهِ لتحقّق حلمُ ما يسمونه تغييرَ الشرقِ الأوسط قبل عقودٍ من الزمنِ.
ورغم ارتداءِ الأقنعةِ والتخفي خلفَ الشعاراتِ الزائفةِ، لن تُعفى واشنطنُ من مسؤوليةِ الدمِ النازفِ في فلسطينَ وبقيةِ البلدانِ.
وسيبقى البيتُ الأبيض مصدرَ الجريمةِ وعدوّ الإنسانيةِ ورأسَ الشرِّ ومنتهى الوحشةِ.