أنموذج العطاء الغماري من منظور السيد القائد
الصمود – بقلم/ إبراهيم محمد الهمداني
تصبح الكتابة بالغة المشقة والتعقيد، حين تحاول مفردات اللغة المحدودة، توصيف أعلى مقامات العظمة، وأرقى نماذج العطاء، في سياقها الوجودي الإنساني، وفي أبعادها القيمية والأخلاقية والروحية، وهو ما نلمسه عند مقاربة مقام الشهداء العظماء، حيث تقف الأقلام عاجزة، والقرائح متبلدة، وتعلن اللغات إفلاسها، والبلاغات بؤسها، أمام عظمة الحضور الشامخ، وفيض العطاء الباذخ، الذي لا يبلغه قول، ولايحيطه وصف، ولا يرقى إليه بيان، ولا تعدو الكتابة عنهم، كونها محاولات متعثرة على طريق البوح، ولعل تلك هي أولى كرامات الشهداء، الذين يتحولون إلى أيقونات خالدة، تأسر من حولها بعظمة حضورها وعطائها، وتغمر الزمان والمكان بقداسته نهجها، وإذا كانت هذه بعض مبررات مشقة الكتابة في هذا المجال، التي طالما عانيت وطأتها، عند مقاربة مقام العظماء، وهي اليوم قد أصبحت أكثر وطأة، في مقام شهيدنا العظيم، هاشم غزة، الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، خاصة وأن سيد القول ومنبع الفصاحة، سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – قد سبق بالحديث عنه، في كلمته الخاصة بالشهيد الكريم ابن عبدالكريم، بعد يوم من تشييعه الرسمي والشعبي المهيب، بتاريخ.
إن حديث السيد القائد، عن هاشم غزة وشهيدها الكريم، كان حديثاً شاملاً، لكل مقامات القرب، ومواقع المعرفة والاتصال الوثيق، حيث أصبح الشهيد الغماري – من خلال كلمة السيد القائد – هو خلاصة الصراع في كل أبعاده، ومسيرة النصر في جميع مراحلها وتحولاتها، ومسار النهضة والريادة الحضارية، وأرقى تجليات القيم الإنسانية والأخلاقية، وأبهى مقامات الارتقاء الروحي والإيماني، وأصدق روايات التضحية في تاريخ البشرية، وأعظم مصاديق الهوية الإيمانية، والنموذج الناصع في موضع الاقتداء لكل الشعوب.
وللحديث بقية.