الصمود حتى النصر

انكشاف المنافقين مكسبٌ مهمٌّ لجبهة المؤمنين

الصمود – بقلم/ نبيل بن جبل

إنه زمن كشف الحقائق، يقول الله تعالى: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»، ويقول أيضًا: «ليميز الله الخبيث من الطيب»، ويقول أيضًا: «وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ».

سُنَّةٌ إلهية حتمية من سنن الله في الحياة؛ لا يستطيع المنافق أن يمسك لسانه ونفسه في الأحداث الفارقة الكبرى، في المَعَارِك الفاصلة، في أهم المراحل وأصعب الظروف التي تمر بها الأُمَّــة في ميدان المواجهة مع عدوها اللدود؛ إذ يراها فرصة سانحة لطعن المسلمين وهدم الدين، فيلتحق بمعسكرات النفاق ويتكلم فينفضح أمره ويكشف بلسانه نفاق قلبه وحقيقة انتمائه.

وهذا الانكشاف يعد انتصارا بحد ذاته، وهو مكسب مهم لجبهة المؤمنين، وانكشاف حقيقة المنافقين ضرورة لتمايز الصفوف.

وتمايز الصفوف هو اختبار للمؤمنين في مستوى وعيهم وبصيرتهم وثباتهم، وهو العلامة التي تسبق النصر الإلهي الكبير والفتح المبين.

فلا تغضبوا ولا تكثروا من التحليلات والتأويلات من إظهار هؤلاء المنافقين الذين ينكشفون لكم اليوم على حقيقتهم من خلال التحاقهم بمعسكرات وصفوف أهل النفاق، أَو من خلال كتابات التثبيط والإرجاف الفاضحة على مواقع التواصل وفي مختلف وسائل الإعلام؛ فتلك إرادَة الله أن تعرفوهم حتى يتم ما ورد في نبوءة رسول الله صلى الله عليه وآله: «حتى يصير الناس إلى فِسطاطَينِ: فسطاط إيمان لا نفاقَ فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمانَ فيه».

وكما يقول شهيد القرآن في ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين: «يجب على المؤمنين المستضعفين أن يُسْهِمُوا دائمًا في كشف الحقائق في الساحة؛ لأَنَّنا في عالم ربما هو آخر الزمان كما يقال، ربما -والله أعلم- هو ذلك الزمن الذي يتغربل فيه الناس فيكونون صفَّين فقط: مؤمنين صريحين أَو منافقين صريحين..

والأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق».

اليوم هناك معركة عسكرية كبرى وفاصلة، معركة (طوفان الأقصى)، بين فريق المؤمنين الصادقين في محور الجهاد والقدس والمقاومة في غزة ولبنان واليمن وإيران، وبين قوى الطاغوت والاستكبار العالمي، أشدّ الناس عداوةً للمؤمنين (أمريكا و(إسرائيل) وبريطانيا ودول الغرب الكافر وأدواتهم من المنافقين).

وقد تمايزت الصفوف إلى فريقين وفسطاطين لا ثالث لهما: حق صريح معروف من يمثّله، وباطل صريح معروف من يقوده؛ وفريقان: مؤمنون صريحون ومنافقون صريحون.

وهذه نعمة كبيرة، وما بعد هذا التمييز والفرز إلا النصر الموعود بإذن الله تعالى، والعاقبة للمتقين.