السيد علي خامنئي: الرئيس ترامب يعيش الوهم ويحاول بأكاذيبه وسلوكه الدنيء رفع معنويات الصهاينة
الصمود/ طهران
وصف قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله السيد علي الخامنئي مواقف الرئيس الأمريكي ترامب بأنها «خاطئة وفي كثير من الأحيان كاذبة وتعبر عن غطرسة»، مؤكداً أن الغطرسة قد تؤثر على بعض الدول، لكنها لن تؤثر أبداً في الشعب الإيراني.
وأكد سماحته خلال لقائه اليوم بالأبطال الرياضيين والفائزين في الأولمبيادات العلمية أن ترامب قال بفخر إن بلاده «قامت بقصف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية»، مضيفاً ردّاً على ذلك: «حسناً، استمر في أحلامك!»، موضحاً أن هناك تصريحات مسيئة طالت إيران خلال هذه الأيام، ولا يمكن السكوت عنها، مشيراً إلى أن رئيس أمريكا أثناء زيارته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أطلق حفنة من الكلام الفارغ وبأسلوب مبتذل في محاولة لمنح الصهاينة اليائسين بعض الأمل ورفع معنوياتهم.
وقال سماحته إن تحليله لزيارة الرئيس الأمريكي وما صدر عنه من أقوال وأفعال هو أن هؤلاء يأسوا، معتبراً أن الصهاينة تلقوا صفعة خلال «حرب الـ12 يوماً» لدرجة لم يتوقعوها ولم يعتادوا عليها، فأصابهم اليأس، فقام بالزيارة لإعادة بثّ الروح في نفوسهم وإخراجهم من حالة
وفي جزء آخر من كلمته، قال السيد الخامنئي: «الرئيس الأمريكي، خلال زيارته إلى فلسطين المحتلة، حاول من خلال حفنة من الكلمات السخيفة والمليئة بالابتذال أن يبث الأمل في نفوس الصهاينة المحبطين ويمنحهم المعنويات»، مشيراً إلى أن الصفعة المدوية التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للكيان الصهيوني خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا كانت السبب في إحباطهم، قائلاً: «لم يكن الصهاينة يتوقعون أن تتمكن الصواريخ الإيرانية بلهيبها ونيرانها من اختراق أعماق مراكزهم الحساسة والمهمة وتدميرها وتحويلها إلى رماد».
وأكد الإمام الخامنئي أن إيران «لم تشترِ الصواريخ من أحد ولم تستأجرها، بل هي من صنع أيدي شبابها وهي تحمل هويتهم الوطنية»، مضيفًا: «حين يدخل الشاب الإيراني الميدان ويعمل بجدٍّ لتأمين البنى التحتية العلمية، فإنه قادر على تحقيق إنجازات عظيمة كهذه»، مبيناً أن «هذه الصواريخ هي من إعداد قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية، وقد استُخدمت بالفعل، وما زالت موجودة، وإذا اقتضت الضرورة فسيُعاد استخدامها في الوقت المناسب».
وبعد تلخيصه لأسباب التصريحات الفارغة لترامب التي وصفها بأنها مجرد كلمات تافهة وتصرفات هزلية هدفها رفع معنويات الصهاينة تطرق الإمام الخامنئي إلى بعض مزاعمه، وقال: «في حرب غزة، كانت الولايات المتحدة بلا شك الشريك الرئيس في جرائم الكيان الصهيوني، كما اعترف الرئيس الأمريكي نفسه حين قال: نحن كنا نعمل مع هذا الكيان في غزة»، مضيفاً: «حتى لو لم يقل ذلك، فالأمر واضح، لأن القنابل والذخائر التي أُلقيت على رؤوس الشعب الأعزل في غزة كانت أمريكية الصنع».
ووصف سماحته ادعاء ترامب بأن أمريكا تحارب الإرهاب بأنه «أحد أكاذيبه الصريحة»، قائلاً: «أكثر من عشرين ألف طفل ورضيع استُشهدوا في حرب غزة، فهل كانوا إرهابيين؟ الإرهابي الحقيقي هو أمريكا التي أنشأت تنظيم داعش وأطلقت شروره في المنطقة، ولا تزال تحتفظ ببعض عناصره لتستخدمهم متى شاءت».
وأشار الإمام الخامنئي إلى مقتل نحو 70 ألف إنسان في العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واستشهاد أكثر من ألف إيراني في الحرب التي استمرت 12 يومًا، معتبرًا ذلك «دليلًا واضحًا على الطبيعة الإرهابية لأمريكا والكيان الصهيوني». مواصلاً حديثه بالقول: «إنهم، إلى جانب قتلهم الأعمى للمدنيين، اغتالوا علماءنا مثل طهرانجي وعباسي، وتفاخروا بهذه الجرائم، لكن عليهم أن يعلموا أنهم لا يستطيعون اغتيال العلم نفسه».
وتابع سماحته بالإشارة إلى تصريحات ترامب التي تباهى فيها بقصف الصناعة النووية الإيرانية مدعيا أنه دمّرها، فقال: «لا بأس، استمر في أحلامك، لكن من أنتم أصلًا حتى تحددوا ما يجب وما لا يجب على دولة تمتلك صناعة نووية؟ ما علاقة هذا الأمر بأمريكا؟ امتلاك إيران لصناعة نووية شأن داخلي، وهذه التدخلات تعسفية وخاطئة ومتغطرسة».
كما أشار الإمام الخامنئي إلى المظاهرات الواسعة التي خرج فيها سبعة ملايين شخص ضد ترامب في الولايات والمدن الأمريكية المختلفة، قائلاً: «إذا كنتم تملكون هذه القوة التي تدّعونها، فأوقفوا أكاذيبكم وتدخلاتكم في شؤون الدول الأخرى، بدلًا من بناء قواعد عسكرية هنا وهناك، واهتموا بتهدئة ملايين المواطنين الغاضبين في بلادكم وإعادتهم إلى بيوتهم».
وأشاد سماحته بالرياضيين والعلماء الإيرانيين الفائزين بالميداليات، قائلاً: «أنتم أسعدتم الشعب، سواء في الميادين الرياضية أو العلمية. الشباب بهذه الجهود يبعثون الحماس في الشعب. الميداليات التي حققتموها في الأشهر الماضية ليست ميداليات عادية، بل تحمل قيمة إضافية، لأنها تأتي في سياق الحرب الناعمة، حيث يسعى العدو لإحباط الشعب وإضعاف قدراته».