خطةُ سلام أم استسلام؟
الصمود – بقلم/ مبارك حزام العسالي
يطلّ ترامب من جديد ليبشّر العالم بما أسماه “خطة سلام”، لكنها في جوهرها ليست سوى خطة استسلام أبدي، صُمّمت لتُفرض على شعوب المنطقة قسرًا، وتُكرَّس كأمر واقع بغطاء أمريكي سافر، ودعم صريح من بعض الحكام العرب والمسلمين الذين ارتضوا لأنفسهم موقع التوقيع على صكّ الخضوع.
إنها خطة لا تنتمي إلى منطق السلام العادل، بل تُعيد إنتاج الهيمنة بلغة أكثر فجاجة. فهي سلامٌ يُكتب بالحبر الأمريكي، وتُزيّنه أقلام المذلّة، وتُثبَّت بنصوص قانونية ظاهرها التهدئة وباطنها التفريط والانسلاخ عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين والقدس.
سلامٌ من هذا النوع لا يُسمّى سلامًا، بل خيانةً للتاريخ، للأمة، وللقدس.
إنه تزييف للوعي، ومحاولة لإقناع الأجيال بأن الاستسلام خيار استراتيجي، بينما هو في الحقيقة تكريس للعبودية السياسية والاقتصادية والعسكرية.
لكن الحقيقة التي لا يغفل عنها أحد، أن الشعوب لا تُقاس بمواقف الحكومات، وأن إرادة الأمة أقوى من كل المؤامرات. فالتاريخ يعلّمنا أن كل “خطط الاستسلام” التي سبقتها ذهبت إلى مزابل النسيان، وبقيت فلسطين في وجدان الأمة حيّة، رافضة أن تُختزل أو تُباع.
القبول بهذه الخطة المشؤومة يعني انتحارًا سياسيًا سيدمّر القضية الفلسطينية وحاضرها ومستقبلها، تبدأ من غزة وتنتهي بسيطرة “إسرائيل” على كامل المنطقة.