الصمود حتى النصر

السيد القائد يكشف المنجز الأكبر للثورة الشعبية

الصمود/

أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني ثابت على موقفه ومساره الثوري، ومستمر بإذن الله في العمل على تصحيح الوضع الرسمي، وفي مواجهة الأعداء رغم الظروف الصعبة والإرث الثقيل الذي تراكم على مدى عقود من الزمن، حيث نُهبت ثروات هذا البلد.

وبيّن السيد القائد أن الأدوات المحلية انقلبت على اتفاق السلم والشراكة بأمر من الخارج وتنكرت له بوضوح، لافتاً إلى أن الميزة العظيمة للثورة مقارنة ببقية الثورات الأخرى هي أداؤها الراقي، والتعامل العظيم الذي جلب الأمن والاستقرار إلى ربوع هذا الوطن.

وأشار إلى أن الثوار جسّدوا القيم الأصيلة لشعبنا العزيز، وقيم التسامح والأخوة، وابتعدوا عن تصفية الحسابات والتصرفات الإجرامية والوحشية التي يتصرف بها الآخرون، وأن المنجز الأكبر للثورة الشعبية هو إسقاط السيطرة والوصاية الخارجية على هذا البلد، وهو إنجاز عظيم بكل الاعتبارات، منوهاً إلى أن من كان يسيطر على البلد هم أعداؤه وفي المقدمة الأمريكيون.

ونوّه إلى أن لقاءات السفير الأمريكي وتدخلات السفارة الأمريكية كانت علنية وواضحة في كل المجالات، وأن الإملاءات الأمريكية والتوجهات هي إملاءات طاغوتية تدفع الناس في اتجاه مباين للقيم الإلهية وللعدالة، وبعيداً عن الخير للشعوب.

وأكد أنه بالمعيار الإيماني والديني، فإن المنجز العظيم هو التحرر من سيطرة الأمريكي وأعوانه وأدواته المحلية والإقليمية التي تحاول أن تثير الحساسيات تحت عناوين عرقية ومذهبية ومناطقية، وهي خانعة بشكل تام للأمريكي وإرادته، مشيراً إلى أن الأدوات المحلية والإقليمية كانت تجر البلد نحو الانهيار التام في كل شيء وتسعى لاستعباد الشعب العزيز للأمريكي.

ومن الإنجازات العظيمة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر – بحسب السيد القائد – إعادة الاعتبار لهذا الشعب العظيم في القيمة الإنسانية للحرية بمفهومها الحقيقي، لافتاً إلى أنه عندما يمتلك شعبنا حريته واستقلاله وكرامته الإنسانية ويحافظ على هويته الإيمانية فهو يستطيع أن يبني عليها حضارةً إنسانية.

انجاز عظيم وفريد:

واعتبر السيد القائد أن ثورة 21 سبتمبر إنجاز عظيم وفريد حققه الله على يد هذا الشعب العزيز، ولها مميزات عظيمة تميزت بكل وضوح وجلاء، مؤكداً أن الثورة لا تحتاج إلى دعاية إعلامية مزيفة، وإنما تستند إلى حقائق واضحة كوضوح الشمس.

ومن أبرز مميزات الثورة – كما يقول السيد القائد – أصالتها وخلوها من أي تبعية خارجية، فالوضع قبل تحقيق الإنجاز العظيم كان كارثياً وفي غاية الخطورة، وكانت الوصاية الأمريكية في كل المجالات تدفع بالبلد نحو الانهيار الشامل، وقبل إنجاز الثورة كانت هناك أزمات وتباينات وانقسامات شديدة وتنافس لدى الأمريكيين.

وبين السيد القائد أن السلطة آنذاك كانت خاضعة للخارج وموالية للأمريكيين، ولم يكن لها عذر في حدوث الانهيار الاقتصادي، وكانت كل ثروات البلد السيادية، بما فيها النفط، بأيديهم، وكل الموارد تحت سيطرتهم.

 

انهيار أمني واقتصادي:

وتطرق السيد القائد إلى الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي كانت سائدة في البلد قبل ثورة 21 سبتمبر، مؤكداً أن الانهيار الاقتصادي قبل الثورة، رغم أنه لم تكن هناك حرب خارجية أو حصار خارجي على البلد، فلم يكن لهم أي مبرر أو عذر لأن يكون الوضع الاقتصادي متجهاً نحو الانهيار الشامل.

وأضاف: قبل الثورة كان هناك انهيار أمني، فأصبحت صنعاء غير آمنة، وكان يُقتل فيها حتى ضباط الأمن بشكل مستمر، وامتدت الاعتداءات حتى إلى بعض المستشفيات، ووصلت حالة الإجرام والتعدي على الناس حتى في أوساط صنعاء، من اغتيالات وقتل وتقطعات، وكانت مظاهر انعدام الأمن في العاصمة واضحة بشكل كبير.

ولفت إلى أنه قبل الثورة كانت هناك تقطعات في الطرق بين صنعاء وبقية المحافظات، ومنها نهب المسافرين، إضافة إلى انتشار المد التكفيري الإجرامي إلى وسط صنعاء ومحيطها وفي معظم المحافظات.

وعلى المستوى العسكري، كان هناك تفكيك للجيش وتدمير للأسلحة، وسقوط لطائراته حتى في وسط صنعاء كما يقول السيد القائد، إضافة إلى أن ضباطاً بإشراف أمريكيات من المخابرات الأمريكية كانوا يقومون بتدمير سلاح ومعدات الدفاع الجوي للوصول به إلى حالة الانهيار.

ونوّه إلى نقطة هامة، وهي أن السفارة الأمريكية كانت تقيم دورات لخطباء المساجد، وهذا أمر يثير أشد الاستغراب.

كما أن السفارة الأمريكية كانت تقيم دورات تثقيفية وتقدم فيها موجهات لخطباء المساجد، وأقامت الكثير من الدورات والورش في هذا الاتجاه، وكانت السفارة الأمريكية تتدخل في شؤون القضاء والمناهج الدراسية، وكان للأمريكيين تركيز كبير جداً على العملية التعليمية والمعلمين.

وواصل السيد القائد قائلاً: “عمل الأمريكي قبل الثورة على تمزيق النسيج الاجتماعي وتغذية الصراعات والتباينات تحت العناوين العرقية، بينما ركز العدو الإسرائيلي على محاولة إنشاء تكوينات جديدة بعناوين دينية مثل الأحمدية والبهائية، وغير ذلك من نشر الإلحاد والفساد. وكان الأمريكي يعمل على استهداف الشعب في هويته، وقيمه، وأخلاقياته، وفي مختلف الأمور، ويريد أن يفرغه من كل قيمه وعناصر قوته، بما يؤدي إلى تدمير الشعب وتفكيكه وتشتيته وجعله قابلاً للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية.”

مخاوف المجرم نتنياهو من الثورة:

ولفت السيد القائد إلى أن الثورة أثارت الخارج، وفي المقدمة الأمريكي والصهيوني، فالعدو الأمريكي والإسرائيلي كان لهما مواقف صريحة وواضحة ومعلنة في تلك المرحلة المبكرة.

وقال إن العدو الإسرائيلي والمجرم نتنياهو وصلا إلى درجة أنهما عبرا عن هذا الإنجاز الكبير للشعب اليمني بأنه أخطر شيء في المنطقة، مبيناً أن الشعب اليمني تحرر ونهض على أساس حريته وانتمائه الإيماني، فنظر إليه العدو كخطر على الأجندة الإسرائيلية وإقامة “إسرائيل الكبرى”.

وتابع السيد القائد: “العدو الإسرائيلي يدرك أن الشعب اليمني لن يسكت وسيكون له دور على مستوى الأمة كما كان لآبائه الأوائل. فرد الفعل على الثورة بدأ من الإسرائيلي والأمريكي، لكنهم آنذاك عمدوا إلى تحريك أدواتهم الإقليمية لتكون هي في واجهة الموقف ولتتحمل أعباءه”.

وبين أن الأمريكي والإسرائيلي أدركا أن الهجوم على الشعب اليمني ومحاولة إخضاعه من جديد ليست عملية سهلة، وستكون عملية مكلفة جداً، وأن هؤلاء الأعداء حركوا أدواتهم الإقليمية لتتولى الوزر، وقام النظام السعودي بهذا الدور في إطار تحالف تحركت معه الإمارات وأنظمة أخرى، منوهاً إلى أن النظام السعودي شكل تحالفاً تحت الإشراف الأمريكي المباشر وبدفع إسرائيلي وبمشاركة بريطانية.

وأوضح أن أذرع الصهيونية الثلاث، أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، كان لها دور أساسي في هندسة العدوان على اليمن والإشراف عليه والمشاركة فيه، وأن هذه الأذرع الصهيونية لا تزال مستمرة في العدوان على بلدنا، مشيراً إلى أنهم في الكونغرس الأمريكي كانوا يقولون إن الرئيس الأمريكي قادر على إيقاف الحرب على اليمن بكلمة واحدة، وأن ما فعله النظام السعودي من جرائم رهيبة كان بمساهمة ومشاركة أمريكية وبريطانية وبدفع من العدو الإسرائيلي.

وواصل قائلاً: “الجميع يعرف ما حدث على مدى سنوات طويلة من التصعيد المكثف، وعلى مدى ثماني سنوات من الجرائم واستمرار الحصار الظالم، فالنظام السعودي وبإشراف أذرع الصهيونية لا يزال مستمراً في احتلال مساحة واسعة من البلاد وحرمان الشعب من ثرواته الوطنية السيادية، منوهاً بأن إجراءات الحرب الاقتصادية تستهدف الشعب اليمني، ويتضرر منها الشعب حتى في المحافظات المحتلة، ومؤكداً أن العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم الإقليمية والمحلية فشلوا في اليمن.”