علاقة الإمارات بالصهاينة ودورها في المنطقة..
الصمود||مقالات||القاضي علي عبد المغني
ما من شك أن التطبيع مع اليهود الصهاينة خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وللقضية الفلسطينية، لكن كما يقال في المثل: “عاد في المحرمات حرام”، طبعت تركيا ومصر والأردن والمغرب مع الكيان الصهيوني قبل خمسين عامًا أو أكثر، ولم تصل العلاقات بينها وبينه إلى المستوى الذي وصلت إليه دويلة الإمارات التي طبعت قبل خمسة سنوات تقريبًا.
ما جرى في الإمارات ليس تطبيعًا سياسيًّا فقط؛ بل تهويدًا للدين والدولة معًا، إذ لم ينفذ “ابن زايد” انقلابًا سياسيًّا على أخيه الأكبر فحسب؛ بل نفذ انقلابًا شاملًا على العروبة والإسلام؛ فلم تعد الإمارات دولة عربية، بل أصبحت دولة عبرية، وصارت الاتفاقيات الإبراهيمية هي ديانتها الرسمية.
ولذلك زوج شقيقته من حاخام يهودي برعايةٍ رسمية، وفتح للهندوس في دبي معبدًا للبقر الهندية، وأقام للكيان الصهيوني سفارة في أبو ظبي، وصار عدد اليهود والنصارى في الإمارات أكثر من عدد العرب والمسلمين.
وإذا كانت الأنظمة العربية التي طبعت مع الصهاينة أقدمت على هذه الخيانة رغبةً ورهبةً من أمريكا، إلا أن النظام الإماراتي هو الوحيد الذي أقدم على هذه الخيانة عن قناعة، ومع سبق الإصرار والتعمد؛ فالصهيونية بالنسبة لابن زايد، ليست فكرة سياسية للسيطرة على العالم؛ بل دين وعقيدة للقضاء على العروبة والإسلام أيضًا.
تخلى عن قضية فلسطين، وأعلن الحرب على إخوانه المسلمين، وجند العملاء والخونة والمنافقين في كافة الدول العربية والإسلامية لخدمة الأمريكان والصهاينة في المنطقة، واليوم أصبحت هذه الدويلة اللقيطة في الجزيرة العربية إمبراطورية عظمى تحارب العرب والمسلمين على سبع جبهات، حرب على اليمن وليبيا والسودان وقطاع غزة، والجزائر من المغرب، وحرب على مصر من إثيوبيا.
سيطرة الإمارات لم تعد فقط على “محمد دحلان” و”أحمد عفاش” المحتجزين فيها؛ بل باتت تسيطر على “خليفة حفتر” في ليبيا، و”محمد حمدان دقلو” في السودان، و”عيدروس الزبيدي وطارق عفاش” في اليمن، و”ياسر أبو شباب” في غزة، وفي أرض الصومال؛ فيما إمارة عجمان تعيش في فقر مدقع، ينفق ابن زايد أموال إماراته في حروبه خدمةً للمشروع الصهيوني.
السكان في غزة يموتون جوعًا وابن زايد يرسل الآليات العسكرية والعربات الإماراتية المدرعة لأبو الشباب لمقاتلة حماس والجهاد في قطاع غزة، وأغلب شركات الطيران العالمية أوقفت رحلاتها إلى مطار الاحتلال الصهيوني خوفًا من الهجمات اليمنية، إلا الطائرات الإماراتية ضاعفت عدد رحلاتها الجوية.
وفيما اليمن يفرض حصارًا بحريًّا على الكيان الصهيوني المجرم المحاصر لقطاع غزة؛ تمد له الإمارات جسرًا بريًّا من أبو ظبي إلى “تل أبيب”، ومنظومات الدفاع الأمريكية والصهيونية عاجزة عن اكتشاف الصواريخ والمسيّرات اليمنية، والنظام الإماراتي ينصب في جيبوتي رادارات عملاقة لاكتشافها قبل وصولها إلى المستوطنات الصهيونية.
اليوم النظام الأمريكي والكيان الصهيوني عاجزان عن إخضاع صنعاء وإيقاف مساندتها لغزة وابن زايد يسعى لإخضاعها وإيقاف مساندتها ببعض العملاء والخونة، ولا شك أن النظام الصهيوني في الإمارات العبرية سيدفع ثمن جرائمه في المنطقة، وسيكون حسابه من اليمن عسيرًا هذه المرة؛ فصنعاء تتابع تحركه بدقة كبيرة منذ فترة طويلة، وتحصي ذنوبه وجرائمه في عدن وشبوة وحضرموت والمهرة، وقبلها في قطاع غزة.
* أمين عام مجلس الشورى