الصمود حتى النصر

تدهور الاوضاع الاقتصادية يضاعف معاناة السكان في المناطق المحتلة: أزمات متلاحقة بلا حلول

الصمود //تقرير

مع الوضع المزري الذي يعانيه الناس في المناطق الخاضعة لتحلف العدوان ومرتزقته منذ عشرة أعوام، وفي ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وانهيار متواصل للعملة الوطنية وارتفاع جنوني في الأسعار وانقطاع الماء والكهرباء والخدمات، خاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك.

تعيش عدن وباقي المناطق المحتلة أزمات في متطلبات أساسيات حيث يعاني الناس هناك من انهيار شبه كامل في الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، وتصل ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، بينما تتفاقم أزمة المياه النظيفة بسبب تلوث مصادرها بمياه الصرف الصحي. وقد سُجلت عشرات الحالات من الأمراض المنقولة عبر المياه، مثل الحمى والإسهامات الحادة، خاصة بين الأطفال وكبار السن. وفي الأزمات، هناك استمرار الانهيار الاقتصادي وتدهور سعر الصرف، وتجاوز سعر رغيف الخبز 130 ريال يمني.

حالة غليان في كل مكان والمطالب معيشية

تشهد يوميات المناطق المحتلة حالة غليان مستمر بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات بصورة لافتة ومؤسفة، وتشهد شوارع تلك المناطق مسيرات لا تتوقف عامة وفئوية وكل المطالب واحدة، فكيف يُراد من المواطن المسحوق أصلا في دوامة من الأزمات، أن يصرِّف أموره في العيد حتى تتوفر السيولة للبنك المركزي في عدن المحتلة!!، وحتى هذا لا يبدو متاحا مع تأكيد السعودية عدم استعدادها لتوفيره وديعة جديدة.

في تفاصيل معاناة أبناء محافظة تعز أن حكومة المرتزقة أعلنت رسميا “عجزها عن صرف مرتبات الموظفين والمعلمين وقوات الجيش والأمن في محافظة تعز لشهر مايو الماضي 2025م وتأجيل عملية الصرف إلى بعد عيد الأضحى نتيجة عدم امتلاك البنك المركزي في عدن سيولة مالية”. يقول أبناء تعز المحتلة إن “المدينة تتعرض لسياسة تجويع وتهميش متعمدة”.

يأتي هذا “فيما يتم صرف ملايين الدولارات كرواتب لقيادات ومسؤولي حكومة المرتزقة المقيمين خارج البلد مع عائلاتهم؛ فحسب إعلام المرتزقة فإن ” الوكيل والوكيل المساعد في حكومة المرتزقة يستلم راتب شهري 25 ألف ريال سعودي ما يعادل 17 مليون يمني وفق أسعار الصرف في عدن المحتلة والوزير وعضو مجلس النواب 50 ألف سعودي ما يساوي 34 مليون وقد تم تحويل المرتبات من الدولار إلى السعودي للمتاجرة بالعملة و “هناك أكثر من 2000 وكيل ووكيل مساعد نصفهم في الخارج ووزراء 5 حكومات متعاقبة إضافة إلى أن هناك أسر وعائلات في الخارج ناهيك عن مدراء مكاتب الوزراء وكلهم يستلمون 25 ألف ريال سعودي.

اغتيال الخدمات في مدينة عدن

يأتي هذا فيما تتفجر نفسيات المواطنين وفي مختلف المناطق المحتلة مع استمرار ظهور الازمات في كل لحظة، وليلة العيد دخلت مدينة عدن أزمة غاز منزلي خانقة جعلت البعض يلجأ إلى “الحطب”، وأكد مواطنون أن جميع المحطات أغلقت أبوابها. ونقلت وسائل إعلام محلية عن عدد من السكان، أن الأزمة زادت من معاناتهم. وفي أسواق الأضاحي شهدت عدن المحتلة ركوداً كبيراً بسبب عجز المواطنين عن شراء الأضاحي حيث تجاوز سعر الخراف الـ300 ألف ريال، وارتفعت أسعار العجول بشكل غير مسبوق.

مثل هذ الوضع دفع بالناشطات في مدينة عدن إلى تنظيم وقفة احتجاجية بعد صلاة عيد الأضحى للتنديد بتدهور الخدمات. كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة “ثورة النسوان” للخروج في وقفة حداد على ما قالت عنه اغتيال الخدمات في مدينة عدن. وفي هذا الوقت كانت، أزمة اقتصادية تتصاعد بشكل مقلق بينما اقترب سعر صرف الدولار في عدن من الـ(2600) ريال.

حكومة المرتزقة تتحمل المسؤولية

عشية عيد الأضحى المبارك عبر رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط عن استنكاره إزاء تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية والفوضى في تعز وعدن وحضرموت ومأرب والمناطق المحتلة . وحمّل الرئيس المشاط عصابات المرتزقة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ونهب ثروات الشعب، وقال إنها لا تعبأ بآلام الناس ومعاناتهم واحتياجاتهم.

وأكد أن هذه السياسة القاسية المتعمدة ليست سوى حلقة من حلقات الاحتلال الرامية إلى كسر إرادة أبناء هذه المحافظات وإذلالهم، ووعد المشاط بالوقوف معهم. وأشار إلى أنه سبق وأن وجه بفتح الطرقات وتشكيل لجان لذلك إلا أن هذه الجهود اصطدمت بتعنت الطرف الآخر.

وفيما بارك الرئيس المشاط فتح طريق (صنعاء – الضالع – عدن) ، دعا إلى فتح الطرقات بين جميع المحافظات اليمنية بما يخدم المواطنين ويلبي المصلحة الوطنية.

نقلا عن موقع أنصارالله