الصمود حتى النصر

تحطيم “أسطورة الأمن”: رسائل الردع اليمنية تعيد رسم خارطة المواجهة مع الكيان الصهيوني

الصمود||تقرير||

معادلات الردع القديمة تتساقط كأوراق الخريف على وَقْعِ الصواريخ الباليستية الفرط صوتية والطائرات الانقضاضية الذكية؛ ومعها يُرسَمُ أفق المعركة القادمة، بمزيدٍ من انكسار أُسطورة الأمن الصهيوني المطلق.

في مشهدٍ بات مألوفًا للجميع، يواصل اليمن إشعال ساحات الردع وتوسيع دوائر الاستهداف، ليس فقط دعمًا لفلسطين، بل فرضٌ لمعادلته العسكرية على كيان العدوّ الصهيوني.

العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، يوم الأحد، تحوّلت إلى استراتيجية استنزاف ممنهجة تهدّد ما يسمى الأمن القومي الصهيوني من الداخل، وتكسر هيبة ما تبقى له من صورة “الكيان الآمن”.

القوة الصاروخية اليمنية استهدفت مطار “اللُّد” في يافا المحتلّة بصاروخٍ فرط صوتي، نجح في اختراق الدفاعات الجوية المعقدة والمتعددة، وتسبب بشللٍ تام في حركة الطيران، وسط حالةٍ من الذعر والهروب الجماعي للمستوطنين إلى الملاجئ.

فيما تحدث إعلامُ العدوّ عن تعطيلٍ كاملٍ للهبوط والإقلاع في أهم منفذٍ استراتيجي للكيان، ويصف المشهدُ بأنه “كارثي”.

عملية عسكرية جريئة لم تكن منفردة، بل ترافقت مع ثلاث عمليات جوية مُسيّرة استهدفت منشآت حيوية في “يافا وأسدود وأُمِّ الرشراش”، مؤكّـدة أن عمق العدوّ لم يعد آمنًا من نار اليمن، وأن كُـلّ شبرٍ في فلسطين المحتلّة تحت مرمى النيران.

في الماضي، كان العدوّ يفاخر بـ”أمنه المطلق” وبمنظوماته الدفاعية التي وُصفت بأنها الأفضل عالميًّا؛ اليوم، صاروخ يمني واحد يُكلّفه عشرات الملايين من الدولارات لمحاولة إسقاطه، وغالبًا ما يُفشِلُ القبة الحديدية ويفجر أهدافًا غير متوقَّعة؛ نتيجة لتقنيات التوجيه المتعددة والرؤوس الحربية المتشعبة.

اليمن لا يكتفي بضرب الأهداف على الأرض، بل يُجبِر شركات الطيران العالمية على مراجعة جدوى الهبوط في مطار اللُّد المحتلّ، ويبعث برسائلَ واضحة مفادها، “من يخالف قرارَ الحظر اليمني؛ فمصيره كمصير السفن التي حاولت كسر قرار البحر الأحمر”.

تأكيد العميد يحيى سريع، على السعي لفرض حظر جوي كامل على مطار “اللُّد”، لا يحمل طابع التهديد الإعلامي، بل يستند إلى نجاحٍ عملياتي متكرّر أَدَّى إلى شللٍ متقطع في هذا المطار المحوري، في تطورٍ ميداني يرسم خرائط الملاحة العالمية وأولويات العبور في المنطقة.

في كُـلّ مرةٍ تتعالى فيها صافرات الإنذار، كما حدث مساء الأحد، في 300 مدينة ومغتصَبة في فلسطين المحتلّة، يتبيّن أن الصوت الآتي من اليمن ليس مُجَـرّد إنذار؛ إنهُ إعلان الردع العابر لحدود التاريخ والجغرافيا.

الانفجارات المتكرّرة التي هزت المدن المحتلّة، سيسمعها قطعان المغتصبين الصهاينة دومًا بفعل الصواريخ اليمنية المباشرة، ونتيجة اصطدام صواريخ القبة الحديدية بصواريخ انقضاضية معقَّدة المسار، في تفاعل يُنتِجُ دمارًا غيرَ مقصود، لكنه سيضاعفُ الأثرَ النفسي على مجتمع الكيان.

من شواطئ فلسطين المحتلّة، وثَّقت عدساتُ الفلسطينيين هروبَ المغتصبين جماعيًّا عقبَ سماع صافرات الإنذار، في مَشاهِدَ تُرسِّخُ في أذهانهم سقوط “الأُسطورة التي لا تُقهر” أمام قوةٍ تملك الإرادَة والتصميم والصبر، وقوة الإيمان.

رسائل نارية لا تخص كيان العدوّ وحده؛ بل تُخاطِبُ كُـلّ من يهمُّهُ الأمر؛ إنذارًا وإشعارًا؛ بأن قدرات اليمن على إطلاق صواريخ دقيقة توسعت لمسافةٍ تزيد عن 2000 كيلومتر، وتوجيهها نحو أهداف استراتيجية في قلب فلسطين المحتلّة، يأتي أكثر دقة؛ فما بالُ ما هو أقرب؟!

الرسائل العسكرية من وزارة الدفاع اليمنية أكّـدت أن المدى الجغرافي ليس حاجزًا، وأن كُـلّ بقعةٍ في فلسطين المحتلّة، باتت تحت المجهر وفي قائمة الأهداف، مدعومة برؤوسٍ متعددةٍ تقهر أنظمة الاعتراض، وتفتك بالمعترض.

عمليات اليمن تأتي كاستراتيجية ردعٍ فاعلة ومتصاعدة، كسرت صمت العالم، وستجبر الكيان على إعادة حساباته؛ فمع كُـلّ تأخير في الرحلات، وكل هروب من الشواطئ والمطارات، يتآكل مفهومُ الأمن و”الاستقرار الصهيوني” الذي بُنِيَ على الرعب لا السلام.. على القهر لا العدالة.

نقلاً عن موقع المسيرة نت

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com