شخصيات علمائية وأكاديمية: الدورات الصيفية صمام أمان وركيزة لبناء جيلُ قوي وواعي
الصمود||تقرير||
أوضح عدد من العلماء والأكاديميين لموقع’’21 سبتمبر’’ أن الدورات الصيفية ثمرة من ثمار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة، ومسار تربوي لبناء جيل قوي يتمتع بالهوية الإيمانية الثقافة القرآنية ويحافظ عليها.
والدورات الصيفية صمام أمان ومصدر وقاية من الغزو الفكري والحرب الناعمة، التي يعمل الأعداء من خلالها على إفساد الشباب والأجيال، لذا تعتبر الدورات الصيفية جبهة أساسية لمواجهة كل المخططات والهجمات العدائية التي يشنها الأعداء تجاه الأمة.
وللتعريف أكثر بالمراكز الصيفية، والبرامج والأنشطة التي تقدمها لأبنائنا، وكذا أهميتها ودورها في بناء جيل المستقبل، أجرى موقع “21 سبتمبر”، هذا الاستطلاع مع عدد من العلماء والأكاديميين الذين اعطونا نبذة عن المراكز الصيفية والأنشطة والبرامج التي تقدمها.
في البداية تحدث الأستاذ علي الأقهومي ـ عضو اللجنة الفرعية لمتابعة الأنشطة الصيفية بمحافظة البيضاء قائلاً: ـ المراكز الصيفية داعم أساسي للحفاظ على الهُوية الإيمانية، وحمايتها، وتربية النشء والجيل الصاعد على تعاليم القرآن والإسلام والفطرة الإنسانية السليمة، وحماية أجيالنا وشعبنا وأمتنا من الغزو الفكري الدخيل، لذا تعتبر الدورات الصيفية صمام أمان، وسلاح ردع، وعلاج نافع أمام مؤامرات ومكائد ومفاسد أعداء الفضيلة والإنسانية والفطرة والخير والسلام والحياة الكريمة السعيدة.
وأضاف الأقهومي – في حديث خاص لموقع’’21 سبتمبر- “أن الدورات الصيفية، سلاح فعال وأساسي في الصراع القائم بين القرآن الكريم وتعاليمه الربانية وبين أعدائه الذين يحاولون جادين طمسه وتغييبه، وإبعاد أمة الإسلام عن سطوع أنوراه، والأخذ بقوة هديه وتشريعاته ، لذا فالمعركة محتدمة والحرب على أشدها، إمّا الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل بتربية أجيال إسلامية قرآنية محمدية محصنة قوية، تتحدى تيارات الفساد وقوى الظلام ومساعي الطاغوت والاستكبار، فتسحقه وتدوسه وتتجاوزه وتنتصر عليه، وإمّا ترك الحبل على الغارب والاستسلام والخنوع والتبعية لذلك الموج القادم من قوى الباطل واعوانه وعبيده، فتغرق المجتمعات وتضيع الشعوب وتكسد الفضيلة وتعم الفوضى بكل صورها وأساليبها وطرقها الضالة المظلة، كما يُشاهد في واقع المبتعدين عن هدي القرآن وتعاليمه، الذين سقطوا في مستنقع العمالة والخيانة والتطبيع والولاء والخنوع لأعدائهم، وهذا ما لا يكون ولن يكون في بلد الإيمان والحكمة والجهاد والصمود والتضحية.
وأكد ’’الأقهومي’’ أن الدورات الصيفية لها أهمية كبيرة من جوانب شتى، لذا فهي مسؤولية وأمانة على عاتق أولياء الأمور نحو أبنائهم وفلذات أكبادهم، واستجابة لتوجيهات الله سبحانه وتعالى وتحذيراته حيث يقول: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ}’’التحريم’’, فكيف تكون الوقاية إذا لم يتم تعليم وتثقيف وتربية ورقابة مستمرة من الأهل على الأبناء، ولهذا مهما تحدثنا عن أهمية المراكز الصيفية وفوائدها الجمّة ومنافعها العديدة لا نفيها حقها.
وأوضح أن طلاب المراكز الصيفية يحضون بتلقي العديد من الأنشطة والمهارات التي تساعدهم على اخراج الإبداعات الكامنة في نفوسهم، وتشجع المواهب المتنوعة في أفكارهم، فلذا ينزعج الأعداء لأنهم لا يريدون لأمة الإسلام ان تبقى مرفوعة الرأس، قوية البأس، محصنة من غزوهم وعصية عن طاعتهم، فالجيل الذي يتربى على ثقافة القرآن الكريم يكون أمامهم الصخرة التي تتحطم لديها مؤامراتهم، ولذا كلما زاد نباح أعداء اليمن، كلما ازددنا تمسكا وثباتاً وإصراراً للمضي في طريقنا وتجاهل نباحهم وعويلهم وتباكيهم الزائف المظلل.
من جهته تحدث الأستاذ عبدالمجيد إدريس ـ عضو رابطة علماء اليمن قائلا:ـ للمراكز الصيفية أهمية كبيرة لا تخفى على أحد وتنبع أهميتها من غاياتها وأهدافها وما تشتمل عليه من دروس ومهارات، فهي في الأساس تستهدف الأجيال الناشئة وتربيها تربية قرآنية إيمانية وتحافظ عليها من الانسلاخ وتحميها من الحرب الماسخة التي يعمل عليها أعداء الله من اليهود والنصارى لإفساد شبابنا وأجيالنا…
وأضاف إدريس – في حديث خاص لموقع “21 سبتمبر” – أن المراكز الصيفية تنقل المجتمع من الجهل إلى العلم والمعرفة، ومن الظلمات إلى النور ومن العمى إلى البصيرة، وتُعرفه بربه ودينه وأعدائه, فلذا هي مهمة جدا، وكيف لا تكون كذلك والقرآن الكريم أحد ركائز التعليم فيها فمنه البداية والنهاية, وهو المادة الرئيسة حفظا وفهما وإتقانا وتطبيقا,وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه), وعلى أساسه تكون بقية المواد من دروس معرفة الله والفقه والسيرة وطبيعة الصراع مع العدو.
وأكد أن الدورات الصيفية مهمة وركيزة أساسية، وأجيالنا تتعلم سيرة رسول الله وكيف كانت أخلاقه وجهاده ومسيرته وتتربى على حب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومعرفة شريعة الله على ما أنزلها الله ,وتحدد لأجيالنا معرفة العدو والصديق من خلالالقرآن الكريم ,ويحظى الطالب به من اهتمام واكتساب الكثير من المعارف والمهارات كالخط والرسم والرياضة والسباحة والإنشاد والشعر والإلقاء والمسرح ,لذا ينزعج الأعداء لأنهم يريدون للنشئ أن يكون جاهلا لا يفهم شيئا ولا يفقه أي شيء.
وبين إدريس أن ما يزعج الأعداء أكثر في المراكز الصيفية أن الملتحقين بها ينشأون على عداوة أمريكا وإسرائيل ودول الإستكبار وحب الأقصى وفلسطين والمقدسات, ما يجعلهم يخشون منها ويحاربونها ويحرضون عليها, متجاهلين أن اليهود والنصارى يربون أولادهم في المدارس منذ الصغر على كره العرب والقرآن ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل ويدربونهم على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة, ونحن في المقابل نصنع أجيالنا على الطريقة الإسلامية وكما أراد الله تعالى لا كما يريد اليهود, وهذا ما يميز اليمن على غيره من البلدان العربية والإسلامية .
وأكد ’إدريس’ أن الخروج اليمني إلى الساحات والميادين كل جمعة بالملايين يربي النشئ والجيل على عداوة إسرائيل وأمريكا وعلى الجهاد في سبيل, ومن أجل ذلك ينزعج الأعداء وابواقهم، ويظهر هذا جليا في محاربتهم للمراكز الصيفية, من خلال وسائل إعلامهم ولكنهم فاشلون دائمًا ولن يزيدنا ذلك إلا تمسكا بالمراكز الصيفية ودعمها والالتحاق بها, لأنها تقلق العدو وتزعجه وكما نخوض المعركة العسكرية بجدارة سنخوض معركة الفكر والثقافة, لأن العدو يستهدفنا أيضا في هذا الجانب, والجبهة الفكرية لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية ولذا كان شعارنا الذي أطلقه قائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه’’علم وجهاد’’.
أما الأكاديمي/ عبدالملك الحليلي – عضو هيئة التدريس للمتطلبات الجامعية بكلية الإعلام – جامعة صنعاء، فقال:
يعد التعليم الصيفي في بلادنا أحد ثمار المسيرة القرآنية التي أرسى جذورها ورفع دعائمها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، فهو تجربة عظيمة ورائدة في استثمار العطلة الصيفية، وفرصة رائعة لتحصين الجيل الصاعد من الضلال وربطه بالثقافة القرآنية، وزيادة معارفه العلمية واكسابه الوعي والبصيرة وتنمية المهارات والقدرات لديه.
وأضاف ’’الحليلي’’ في حديث خاص لموقع’’21 سبتمبر’’ يولي السيد القائد ’’عبد الملك بن بدرالدين الحوثي ’’يحفظه الله ’’للمراكز الصيفية اهتمام كبير جدا ويشملها برعايته الكريمة كثمرة طيبة من ثمار ثورة ٢١ سبتمبر المباركة ,و تعتني المراكز الصيفية في المقام الأول بالقرآن الكريم تلاوة وتعلماً وحفظاً ولا تغفل العلوم الدينية والمعارف الضرورية التي تناسب أعمار أبناءنا وبناتنا الى جانب الأنشطة والمهارات والمواهب .
وأكد أن مادة الثقافة القرآنية من أهم ما يتعلمه الطلاب والطالبات والتي تركز على معرفة الله سبحانه و تعالى, ومعرفة النبي الأعظم ,واهل بيته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين, ومعنى التولي لهم والبراء من أعدائهم أعداء الإسلام والمسلمين وحقيقة اليهود والنصارى صهاينة العصر, وأهمية الجهاد في سبيل الله تعالى, وتقديم النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأعلام الهدى من آله كمصادر للهداية وقدوة في الحياة, ولهذا نجد أن اليهود والنصارى وأوليائهم يصابون بفوبيا محمد النبي الخاتم المنصور, وبالهلع والخوف من بطل الإسلام وفاتح خيبر والنماذج العظيمة, من نسله وليس ببعيد ما يفعله بهم, حفيد الكرار سيدي ومولاي عبدالملك بن بدرالدين الحوثي نصرة لغزه والأمة ودفاعاً عن اليمن، ويعبرون عن رعبهم وهزائمهم النفسية بشن حملات إعلامية ودعائية كبيرة ومكلفه يصل فيها مستوى التضليل والكذب والافتراء إلى درجة الفحش والمجون الفكري واللفظي وتلك الحملات الممولة لم تعد -بحمد الله- تنطلي على الكثير من أبناء اليمن نتيجة الوعي المعزز بالشواهد العملية والبصيرة الذي مصدره من الثقافة القرآنية, والهوية الإيمانية, والتاريخ الإيماني والحضاري العريق لشعب الإيمان والحكمة.
وختم الحليلي حديثه بالقول أن الإقبال على المراكز الصيفية يتعاظم ويكثر، والنتائج والثمار الطيبة كبيرة تنبأ عن جيل سيسود العالم بثقافة القران الكريم، ويقدم الشواهد على عظمة الدين المحمدي النقي تحت راية أعلام الهدى من آل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم.
بدوره قال الأستاذ عدي الشامي ـ المشرف العام للمراكز الصيفية بحي المطار’’ تكمن أهمية المراكز الصيفية في تحصين أبناءنا من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة وتؤسس ثقافة ووعي لدى الأشبال للسير عليها في حياتهم الفكرية والعملية، ففي كل عام يدشنها السيد القائد علم الهدى ويؤكد في كلمته الافتتاحية بالدفع بالأبناء الى المدارس الصيفية، وحشد كل الطاقات للاهتمام بها سواء من الجانب الرسمي او الشعبي، لأنها تبني جيلاً من صغره على ثقافة القرآن.. جيلاً محصناً من ثقافة الأعداء التي تمسخهم وتفسد اخلاقهم وتحرفهم عن فطرتهم السليمة، لذا نرى أعداء الله وعبر وسائل إعلامهم المختلفة يغتاظون من الإندفاع الكبير من قبل أبناء المجتمع الى المراكز الصيفية.
وأضاف الشامي – في حديث خاص لموقع “21 سبتمبر” – لقد أصبح المجتمع اليمني على مستوى عالي من الوعي الذي من خلاله يستطيع مواجهة تضليل العدوان, وكانت قابلية الاندفاع للمدارس الصيفية أكثر من كل عام وهذا يعود الى وعي المجتمع اليمني والاهتمام بالأبناء من أجل بناء جيل يرهب الكفار .
وأكد الشامي أنه من مسؤولية المجتمع الحرص على وعي الأبناء وتحصينهم من ثقافة الأعداء خاصة وقد أصبحت الوسائل الحديثة في متناول الصغير قبل الكبير لكي لا يكون أبناءنا عرضة للاستهداف من قبل الاعداء.
وختم برسالة للأعداء قائلا: ـ هذا الجيل الصاعد هو المرعب لكم في المستقبل القريب وعلى يده سيكون زوالكم بإذن الله.