الله من يدير المعركة.. والسيد القائد يُنفذ زوال الكيان
الصمود||مقالات||عدنان ناصر الشامي
السيد القائد -يحفظه الله- لا يُقاتِلُ كغيره…
بل يُديرُ المعركةَ كمَن يقرأ من كتاب مفتوح، ويضربُ بسيف مسنون، ويهتفُ من وحي مصدوق.
ليس ردّة فعل، ولا مُجَـرّد نُصرة موسمية…
بل خطةٌ ربانية، واستراتيجية قرآنية، وملاحم تسيرُ على خُطى الهدى والبصيرة.
من اليمن… ابتدأ النزال.
ومن البحر… انكشفت أولى الحبال.
فشُلَّت الموانئُ، وارتبك الاحتلال.
وارتجفت مفاصل الكيان، كمَن وقع في حبال الزوال.
ثم امتدت اليد الحيدريّة، لتخنقَ المطار، وتُطفِئَ مداراتِ الاستقرار.
فضرب اللُّد المحتل بالهيبةِ والقرار
وسقط الاقتصادُ بين فكَّي الحصار…
تاهت الاستثماراتُ، وفرَّ التجّار، وارتفعت صرخاتُ القلق والانهيار.
ليس هذا جزاء المجازر فحسب.
بل مراحل الزوال تُرسم بقلمٍ لا يعرِفُ التراجُع، وسهمٍ لا يضلّ، وخطواتٍ لا تهاب العواقب.
السيد القائد -يحفظه الله- لا يرسم النصرَ فقط، بل يرسم مشهد الزوال.
يعرف متى يضع إصبعَه على الوجع.
ويعرف كيف يهزّ الأرضَ من تحت أقدام من طغى وتجبر وارتفع.
يضرب في العمق، ويُرعِبُ في السكون.
يُفكِّكُ الداخل، ويكسرُ الجدارَ دون أن يُثيرَ الغبار.
هو لا يرى فلسطين خَيالًا بعيدًا.
بل وجهةً تقترب، وموعدًا يُدنَى، وفتحًا يُكتَب.
هي أمام عينَيه في كُـلّ خطوة.
وفي كُـلّ ضربة.
وفي كُـلّ قرار يعصفُ بالأعداء ولا يُبقي لهم قرارًا ولا خيار.
السيد القائد -يحفظه الله- لا ينتظر العدوَّ؛ كي ينهار.
بل يدفعُه إلى الحافة، ثم يُلقِي عليه ثقلَ الحق والانتصار.
شروط غزة تُفرَض لا تُطلَب.
وصوتُ اليمن يُسمَع لا يُسكَت.
والمعادلات تُكتَب لا تُمحى.
حتى يُقال للغاصب: لا مقامَ لك بعد اليوم على أرض الإسراء والمعراج.
إنه الله يا قوم.
يصنعُ المتغيراتِ كما يشاء.
ويهزّ عروشَ الطغاة بلا عناء.
ويُمكّن لأوليائه من حَيثُ لا يحتسب الجبناء.
من اليمن… تُقرب فلسطين.
ومن السيد القائد… تُكتَبُ ملاحم اليقين.
ومن القرآن… تنبثقُ المعركة التي تُطفِئُ نارَ الظالمين، وتُشعِلُ نورَ المستضعفين.
وعدُ الله آتِ لا محالة.