الصمود حتى النصر

اليمن يواصل تهشيم أسطورة العدو الصهيوني الأمنية.. “لا أمان لكم”

الصمود||تقرير|| عبد القوي السباعي

 في لحظةٍ مفصليةٍ من تاريخ المواجهة العربية-الصهيونية، وعبر بيانٍ عسكري غير مسبوق، رسمت القوات المسلحة اليمنية خارطة جديدة للمواجهة، عنوانها: “لا أمان لكم” معلنةً عزمها توسيع عملياتها رداً على التصعيد الإسرائيلي في غزة.

بُعد استمرار العمليات اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، حتى دون خسائر مادية فادحة على العدو، انتصارًا حقيقيًّا يضرب الأمن الصهيوني في مقتل، ويفتك بثقة المغتصبين الصهاينة، ويدفعهم للتفكير الجدي بالعودة إلى أوطانهم الأصلية.

جاءت العملية النوعية الناجحة اليوم الأحد، التي استهدفت مطار اللد –المعروف إسرائيلياً بمطار “بن غوريون”– صفعة استراتيجية على وجه منظومة الردع الأمريكية-الصهيونية المهترئة، وأبرقت برسالةٍ متفجرة في بريد كل المتواطئين الخانعين في المنطقة.

صاروخان يمنيان –أحدهما من طراز “فلسطين2” الفرط صوتي والآخر “ذو الفقار” بعيد المدى– أرسلا رسالة مدوية ومزلزلة، تؤكد أن سماء الكيان لم تعد محرّمة، وأن مطاراته ليست محصنة، كما كانت موانئه على مدى 18 شهرًا من الحصار اليمني.

ساعات من الرعب كفيلة بإغلاق المطار الأكثر تحصينًا في العالم، وتعليق الملاحة، وانكفاء قادة العدو إلى الملاجئ في مشهدٍ لا تقدر جيوش المنطقة المُطبّعة على تحقيقه حتى في أحلام يقظتها.

سبق هذا الهجوم تحذير متلفز من متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، فيما كانت الطائرات المسيّرة اليمنية، ترسم مساراتها بدقة صوب مطارات العدو، تطرق بوابات قلاع الكيان الجوية دون هوادة.

ولأول مرة، يشعر العدو أن ما بعد الإعلان اليمني ليس دعاية بل تحقق، وأن السماء صارت مفتوحة لمن امتلك الإرادة، لا فقط التكنولوجيا.

وفي مفارقةٍ ميدانيةٍ لافتة، جاء انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” ومجموعتها القتالية من مياه البحر الأحمر ليُعمّق شعور العزلة والخذلان في الأوساط الصهيونية.

وسائل الإعلام العبرية لم تخفِ قلقها من “انسحاب الوكيل”، في وقتٍ لا يزال اليمن يضرب ويهدد بعملياتٍ أكبر، وبدا واضحًا أن الدعم الأمريكي للكيان ليس مضمونًا أمام نيران اليمن، وأن ترامب –رغم سجله الدموي– رأى في استمرار العدوان على اليمن مخاطرةً استراتيجية غير محسوبة.

وباتت العمليات اليمنية أدوات فرض سيادة وقرارات سياسية ميدانية، وما حظر المطارات الصهيونية، والتحذيرات الإلكترونية لشركات الطيران الأجنبية، وهروب الطواقم الجوية من الأرض المحتلة، إلا نتائج لحربٍ نفسيةٍ يقودها اليمن بثباتٍ وثقة، مستندًا إلى شرعيةٍ أخلاقيةٍ وإنسانية في مواجهة محرقة غزة وإبادة أهلها.

وفقًا لتقارير ميدانية فإن الآثار المترتبة على هذا التحوّل في اتجاه الضغط الاقتصادي، وتعطيل الملاحة الجوية في قلب الكيان، وتراكم الرحلات، وهروب الاستثمارات، ورفض الأطقم الأجنبية التوجه إلى الأراضي المحتلة.

كل ذلك، يراكم فوق خسائر حرب بلغت حتى الآن أكثر من 500 مليار شيكل -حسب مصادر عبرية- ما يهدد بانهيار اقتصادي يوازي دمار عشر سنوات، ويجبر العدو على إعادة النظر في قدرته على البقاء، لا فقط الانتصار على المقاومة في غزة.

وفي خطابٍ لا يقل وقعًا عن الصواريخ، توعّد نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله، نصر الدين عامر، بأن اليمن ماضٍ في فرض حظر مطارات الكيان، واستهداف المرافق الحيوية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وفي تحدٍ نادر، حمّل شركات الطيران الأجنبية مسؤولية سلامة طواقمها في حال واصلت العمل داخل الكيان، وبهذا يصاغ إعلان سيادة وقرار حرب يضع اليمن في مصاف الدول المُقرِّرة في مصير المعركة الفلسطينية.

وفيما تسرب من اجتماعات الكابينت الصهيوني –المصادقة على إقامة حاجز أمني على الحدود الشرقية مع الأردن– يؤكد حالة الهلع التي أحدثتها العمليات اليمنية، التي اعادت تشكيل معادلة الردع في المنطقة.

فهل كانت الأنظمة العربية التي تملك ما لا تملكه صنعاء أعجز قامةً من صواريخ اليمن؟ سؤال بحجم التاريخ، يُطرح اليوم مع كل صاروخٍ يمني يعبر سماء الجنوب الفلسطيني ويصل إلى القلب، ليقول: إن التوازن تغير، وإن الغلبة ليست لأصحاب المال والسلاح، بل لأصحاب الإرادة والعقيدة.

ومن صنعاء تُولد معارك التحرير، فما بين صواريخ “فلسطين2” و”ذو الفقار”، وبين سطور بيان العميد سريع، يرسم اليمن خطًا استراتيجيًا جديدًا في خريطة الوطن العربي الكبير، بأن لا أمن للعدو الصهيوني في أي مطار أو مرفأ، وأن صمت الأنظمة لن يُطيل عمره، بل يزيد من سرعة نهايته ونهايتها.

وبعد أن أعاد اليمن للقضية الفلسطينية روحها، وخاطب الأمة من باب واجبها لا من نوافذ بيانات الشجب والإدانة، التي تميزت بها الأنظمة العربية في زمن الركوع، ظل اليمن قيادةً وشعبًا وجيشًا واقفًا بكل شموخٍ وإباء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com