الصمود حتى النصر

جرعات استئصال الغدة السرطانية

الصمود||مقالات||د. محمد عبد الله يحيى شرف الدين

من المعلوم طبيًّا أن استئصالَ الغُدَدِ السرطانية يخضعُ لجُرَعٍ متعددة، وعلى مراحلَ زمنيةٍ متفاوتة، وبكميات مدروسة بشكل علمي دقيق؛ مما يهيِّئ بعد ذلك في مرحلة معيَّنة استئصالَ الغدد السرطانية بنجاح، فليس العملية عشوائية.

وبناءً على ذلك؛ يمكن تقريبُ طبيعة الصراع مع العدوّ الإسرائيلي؛ لكن ليس في المراحل السابقة وإنما من حَيثُ وصلت إليه عملية (طوفان الأقصى)، وتداعياتها، ودخول اليمن في الإسناد المباشر في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدَّس).

فبعد قطع خط الإمدَاد البحري عن الغدة السرطانية (كيان العدوّ الإسرائيلي)، أعقبه قطعُ خط الإمدَاد الجوي، وذلك في مرحلتَين متراخيتين تُضعِفان تناميَ جسد الكيان الخبيث، وتنهكان قدراتِه، وتشلان حركتَه، واستمرار الحصار البحري والجوي ضامنٌ أكيد يفاقمُ من ضعف العدوّ، وبذلك تحقّقَ -بفضل الله، وعونه، وتسديده- فرضُ حجر صحي على الغدة السرطانية، ففصلت عن مصادرِ ديموميتها، وليس تحييدُ العدوّ الأمريكي في البحر، وعجزه عن منع الضربات اليمانية إلا شريانٌ واحدٌ، لا غير.

فهناك شرياناتٌ أُخَـــرُ لا زالت بحاجة إلى أن تُقطَعَ عن الغدة السرطانية، وهنا تأتي تفاصيلُ جُرَعٍ أُخَرَ؛ فأهدافُ الصواريخ اليمانية تم اختيارها اختيارا دقيقًا؛ فليست الحُفرةُ المقدَّرة بخمسة وعشرين مترًا في أرض ترابية بمطار اللُّد إلا جرعةٌ آتت ثمارَها التي تداولها المحللون بشتى تخصصاتهم، وتجلت آثارُها الكارثية على كيان العدوّ.

ومع الكارثية، إلا أن ثمة جُرَعًا لوَّح بها قصف العدوّ الإسرائيلي للخدمات المدنية العامة في اليمن، فمثلًا هناك جُرَعُ ستُخرِجُ مطارات العدوّ عن الخدمة، وهناك جُرَعٌ ستخرج خدماتٍ أُخَرَ عن الخدمة، بل ستخرج قُطعانَ المغتصبين من أرض فلسطين المحتلّة.

وإذا عاد قطعانُ المغتصبين إلى مواطنهم الأُورُوبية والأمريكية؛ فإن ذلك سيفرِضُ حجرًا صحيًّا ضيّق الخناق على كيان العدوّ، حَيثُ سيجد نفسَه وحيدًا بلا شعب مغتصِب، وهنا تتراءَى سهولةُ وبساطةُ إجراء العملية الأخيرة والتي تتمثَّلُ في عملية جراحية لاستئصال الغُدة السرطانية، يكللها اللهُ تعالى بالنجاح، فهو -سبحانَه- القائل: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤].

ومن خلال ذلك تتجلى مصاديق قول الله -تعالى-: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، [سُورَةُ الإِسرَاءِ: ٧].

واللهُ لا يُخلِفُ الميعاد؛ فوعدُه -سبحانَه- حتميةٌ أكيدة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com