لهذا كان الشعار
الصمود||مقالات||عبد الكريم الوشلي
لم يكن من شأنِ الهجمة الصهيونية التغريبية الاستكبارية الشرسة والتي وجدت أمتُنا العربية الإسلامية نفسَها في مهبِّها المستكلب المسعور منذ نهايات القرن العشرين الميلادي وحتى اليوم إلا أن تستولدَ ضروبًا من المقاوَمات لغلوائها وردَّات فعل طبيعيةً في مواجهتها رغم ما بدا من استكانة ظاهرة طبعت سطحَ الواقع السائد خُصُوصًا في مستوى النخب الحاكمة..
ظلت تفاعلاتُ التيقظ والاستشعار لمخاطر تلك الهجمة رهينةَ الكمون تحت ذلك السطح لعقود، ومع تطور الأوضاع التي أفضى إليها الواقعُ الصراعي المحتدمُ مع القوى الخارجية والداخلية الضالعة في المشروع التوسعي الهيمني الغربي وأداته الصهيونية الغريبة المباشرة المستزرعة في قلب منطقتنا: الكيانِ الصهيوني وعكاكيزها المتواطئة في الإقليم والدواخل القطرية.. أخذت تجلياتُ الصحوة التحرّرية النهضوية الفاعلة تتبلور أكثرَ في هذا الواقع العربي الإسلامي المحاصر بحبائل الأعداء والمآسي والأوجاع التي أنتجتها على نحوٍ جعل الأُمَّــة بكلها تقريبًا كتلةً عملاقةً من الآهات والآلام والجروح النازفة والمظلوميات، قلبُها فلسطين وأطرافها وبقيةُ أعضائها قلما تجد واحدًا منها مستثنىً من هذا الواقع القاتم!
في ظل هذا الواقع المأزوم والمقفل الآفاق تفتحت مسام حركة النهوض المعاكسة لمفاعيل الهجمة العدوانية وتداعياتها وأسفرت شيئًا فشيئًا عن مواليدها الواعدة بدءًا بالثورة الإسلامية في إيران ومُرورًا بالمقاوَمات الفتية في لبنان وفلسطين عبر مسار شهد تحولات عميقة في موازين الصراع مع المشروع الصهيوني الأمريكي التغريبي وأدواته، وتُوِّجَ بالانبثاقة النوعية لمشروع النهوض القرآني التحرّري الحضاري المتكامل من مهاده اليمنية على يد السيد القائد المؤسِّس الشهيد حسين الحوثي (رضوان الله عليه)، الذي تُوجت هُويتُه الحركية والموضوعية رمزيًّا بالشعار الشهير المختزِل لطبيعة صراع الأُمَّــة مع أعدائها واستدعاءاته ومآلاته في الآن ذاته..
هذه هي خُلاصةُ الحامل الموضوعي للوعي المنصِف والمستنير والحصيف، بحقيقة الشعار بشِقَّيْه: السياسي الثقافي (الصرخة) والاقتصادي (المقاطعة) والوعي كذلك بجوهره ومغزاه وفقَ ما بلورته رؤيةُ الشهيد القائد المؤسّس الحكيمة والسديدة.