صمود وانتصار

مكملات زيت السمك قد تزيد من خطر السكتة الدماغية وأمراض القلب

الصمود| منوعات

دراسة جديدة تؤكّد أنّ الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك “أوميغا 3” قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية للمرة الأولى، والرجفان الأذيني عند الأشخاص الذين يتمتعون بصحة القلب والأوعية الدموية الجيدة.

تُعَد مكمّلات زيت السمك اليومية وسيلة شائعة لـ”إبعاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”، باعتبارها مصدراً ممتازاً لأحماض “أوميغا 3” الدهنية الصحية للقلب.

يستخدم حوالى 20% من البالغين في الولايات المتحدة الذين تفوق أعمارهم الـ60 عاماً، هذه المنتجات بانتظام بهدف دعم صحة القلب.

لكّن دراسة جديدة خلصت إلى أنّ “الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك قد يزيد، ولا يقلّل، من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية للمرة الأولى، والرجفان الأذيني بين الأشخاص الذين يتمتعون بصحة القلب والأوعية الدموية الجيدة”.

الرجفان الأذيني، ممعروف أيضاً باسم “AFib أو AF” ( نوع من عدم انتظام ضربات القلب التي غالباً ما يصفها الأشخاص بأنها رفرفة أو خفقان سريع في القلب).

بحسب طبيب القلب أندرو فريمان – مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في المركز الوطني للصحة اليهودية في دنفر، غير مشارك في الدراسة – فإنّ “زيت السمك لا يستلزم كوصفة طبية، ونادراً ما يُوصى به”.

زيت السمك يفيد مرضى القلب فقط

حللت الدراسة بيانات أكثر من 415 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين  40 و69 عاماً، يشاركون بالبنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي دراسة طولية تتناول صحة الناس في المملكة المتحدة.

وأفاد نحو ثلث هؤلاء الأشخاص، الذين تمت متابعتهم لمدة 12 عاماً كمعدل وسطي، بأنهم يستخدمون مكملات زيت السمك بانتظام.

بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في القلب، ارتبط الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك عندهم بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 13%، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 5%، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة “BMJ Medicine”.

وقال الدكتور فريمان إنّ “زيت السمك الذي لا يستلزم وصفة طبية يشوبه نقص النقاء والاتساق، فضلاً عن الملوثات المحتملة والمعادن الثقيلة مثل الزئبق الذي يأتي مع الأسماك”.

وأضاف: “لم تكن الدراسات على مدى السنوات العشر الماضية إيجابية للغاية بالنسبة لزيت السمك الذي لا يستلزم وصفة طبية، إذ لم يكن يتمتع بأي فائدة، أو في بعض الحالات قد يكون ضاراً، كما هي الحال لجهة خطر السكتة الدماغية والرجفان الأذيني.. لذلك هذا ليس بجديد”.

ووجدت الدراسة الجديدة أنّ الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الموجودة في بداية البحث كان لديهم خطر أقل بنسبة 15% لتطور الرجفان الأذيني إلى نوبة قلبية، كما انخفض خطر تطوّر  قصور القلب إلى الوفاة بنسبة 9% عندما يتناولون مكملات زيت السمك بانتظام.

وأشار فريمان إلى أنه يتم استخدام نسخ طبية من زيت السمك، مثل (Vascepa وLovaza)، لمواجهة عوامل الخطر مثل ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية ( نوع من الدهون في الدم)، لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لافتاً إلى أنه “حتى في الوصفات الطبية، والنسخ عالية النقاء من زيت السمك، فإنّ خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، والسكتة الدماغية أحياناً كان موجوداً أيضاً، والأطباء لديهم حذر بشأن ذلك”.

مصادر الأوميغا 3 “Omega 3”:

وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون – طبيب الأعصاب الوقائي لمرض الزهايمر، ومدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية التنكسية في بوكا راتون بولاية فلوريدا الأميركية، غير مشارك في الدراسة: “نوصي باختبار مستويات الأحماض الدهنية أوميغا 3،  هناك اختبارات وخز الإصبع التي يمكنك شراؤها عبر الإنترنت وهي دقيقة، ومن ثم يجب أن تعقب مستوى هذه الأحماض عبر الاختبار، خصوصاً أنه لا يجب تناول زيت السمك إذا كنت لا تحتاج إليه”.

كما أوصى إيزاكسون بـ”محاولة الحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية من مصادر غذائية، مثل أسماك السردين، والسلمون، وهما أفضل المصادر لأنهما يحتويان على نسبة عالية من هذه الدهون الصحية غير المشبعة، ونسبة أقل من الزئبق”.

وأوضح أنّ “أسماك السلمون التي تتم تربيتها في المزرعة ليست الخيار الأفضل بسبب الشوائب الموجودة في المياه”.

كما أشار إلى أنّ “أسماك الماكريل، والرنجة، والتين الشوكي، تعتبر مصادر جيدة. ومع ذلك، نظراً لمستويات الزئبق الموجودة في الأسماك الكبيرة مثل التونة، فإنه يجب تناول أسماك التونة البكورة بمعدل مرتين في الأسبوع”.

كذلك تُعد الطحالب والأعشاب البحرية مصادر غير سمكية جيدة لـ”لأوميغا 3″ أيضاً. أمّا بذور الشيا، والإدامامي (فول الصويا)، وبذور الكتان، وبذور القنّب، والجوز، فهي من الخيارات النباتية الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من “أوميغا 3”. لكن الأحماض الدهنية لها شكل مختلف عن تلك الموجودة في الأسماك.

وجدت الدراسات أيضاً أنّ مادة “أوميغا 3” النباتية قد يكون من الصعب استقلابها لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من “أوميغا 6″، وهو نوع آخر من الدهون غير المشبعة التي توجد بشكل أساسي في الزيوت النباتية.

هل هناك حاجة إلى المكملات الغذائية؟

يقول الخبراء إنّ أحماض “أوميغا 3” الدهنية الموصوفة طبياً تتفوق على الخيارات المتاحة من دون وصفة طبية، نظراً لنقاوتها وجودتها لكنها، قد تكون باهظة الثمن، بالنسبة للأشخاص الذين يقررون شراء “أوميغا 3” من دون وصفة طبية.

الجدير ذكره أنّ إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تقوم بمراقبة صناعة المكملات الغذائية للتأكد من أنّ كل فيتامين، أو معدن، يحتوي بالفعل على ما هو مكتوب على الملصق. كما لا تقوم الوكالة الفيدرالية باختبارها لمعرفة ما إذا كانت المكونات ملوثة بالبكتيريا، والمعادن الثقيلة، والمبيدات الحشرية، والبلاستيك، والشوائب الأخرى.

ومع ذلك، هناك بعض الشركات التي تدخلت في هذا الدور من خلال اختبار المكملات الغذائية المختلفة وحتى بعض الأدوية.