الصمود حتى النصر

الرد الإيراني التاريخي.. ماذا حقق وما تأثيراته..؟

الصمود||مقالات|| حسن حيدر*

عشرات الصواريخ البالستية وصواريخ كروز ومئات المسيّرات انطلقت من الجمهورية الإسلامية، والوجهة الكيان الصهيوني، محققةً الأهداف المرسومة لعملية الرد الإيراني على استهداف القنصلية، راسمةً معالم مرحلة جديدة في حدث تاريخي كبير، ومنجزة بموازاة إصابة الأهداف نتائج وآثارا وتداعيات مختلفة على هذا الكيان.
أظهرت الهجمات فعالية الصواريخ والمسيَّرات الإيرانية الصنع وتطورها رغم كل القدرات والتكنولوجيا الإسرائيلية واستنفار الدفاعات والتكنولوجيا الغربية للتصدي، فضربت الصواريخ والمسيَّرات التابعة للحرس الثوري أهدافها المحددة بدقة وهي قواعد رئيسية في فلسطين المحتلة ومركزا استخباريا هاما في الجولان المحتل، ومن الأهداف قاعدة نيفاتيم الجوية ومطار رامون العسكري جنوب الأراضي المحتلة.
ونقلت قناة كان العبرية عن مسؤول كبير في وزارة الحرب الصهيونية قوله أن “الهجوم الإيراني كان من أحد أعقد الهجمات التي يواجهها نظام الدفاع الجوي في العالم، لقد نفذت إيران هجوما بمستوى أعلى مما كنا نتوقع”.

من إنجازات وآثار الهجوم الإيراني التاريخي:
– الوصول للأهداف وتدميرها وتأكيد الحرس الثوري أنه هاجم أهدافا للجيش الإرهابي الصهيوني في الأراضي المحتلة ونجح في ضربها وتدميرها
– تحقيق ايران معادلات جديدة وخطوطا حمراء غير مسبوقة في الرد على أي تماد صهيوني
– تأكيد ايران أن الأهداف كانت محددة وأنها قادرة على هجوم أوسع وذلك في رسالة بدلالات هامة
– إثبات ايران لقدرتها واستعدادها لتنفيذ ما هو أكبر وأقسى وللتصعيد اذا ما رد الكيان الصهيوني على هذه الهجمات وكذلك تهديد المصالح الأمريكية اذا ساعدت واشنطن في الرد الصهيوني
– عدم مسارعة الكيان الصهيوني للرد أكد تردد الكيان وخشيته بعد الهجمات الإيرانية التي أوصلت رسالة قوية حول قدرات ايران.
– كشْف ايران عن القواعد التي كانت منطلقا للهجوم على القنصلية ووضعها ضمن أهداف الهجوم، وذلك في إنجاز أمني وعسكري.
– إظهار القدرات الإيرانية الكبيرة رغم التصدي المشترك من الكيان والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ورغم التوقع والتحضير.
– جرأة إيرانية كبيرة في ضرب الكيان في عقر الأراضي المحتلة رغم كل التهديدات واثباتها الوقوف بوجه أكبر القوى العالمية.
– إظهار صورة غير مسبوقة للكيان حيث كانت الصواريخ والمسيرات في سماء فلسطين كلها والتعرض لهجمات غير مسبوقة بحجمها
– هشاشة الكيان وضعفه وعجزه عن التصدي لهجوم محدد ومحدود فكيف اذا كان الهجوم واسع النطاق وبكميات ضخمة من الصواريخ والمسيَّرات وضرب أهداف اقتصادية وحيوية.
– الهروب الكبير الذي وثقته الكاميرات في مطار بن غوريون بعد الهجوم والفقدان المتصاعد للإيمان بقدرة الكيان وجيشه، وهو ما بدأ منذ انتصارات المقاومة الإسلامية إلى المقاومة الفلسطينية و7 أكتوبر ومحور المقاومة وصولا إلى عمليات اليوم.
– اعتماد الكيان اكثر على حلفائه وخاصة واشنطن في الدفاع عن امنه وهو ما تبدى أيضا منذ هجوم 7 أكتوبر التاريخي وتجسد مجددا.
– تكلف “إسرائيل” أكثر من مليار دولار لصد عملية محددة مثل هذه فكم ستتكلف في هجمات أوسع واكبر وما هي الأضرار الضخمة المحتملة والأثار الاقتصادية؟
– تكرُّس كذب الجيش الصهيوني وقادته مجددا على الرأي العام وجمهوره عن القدرات الصهيونية الدفاعية وهو ما اظهرته مشاهد سقوط الصواريخ في الأهداف المحددة بنجاح رغم التكتم والتقييد على المعلومات والمشاهد.

*محلل وخبير في الشؤون الإيرانية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com