الصمود حتى النصر

الأمم المتحدة: بقدر ما تدفع.. تحصُد..!!

حسن حمود شرف الدين
ربما يكونُ إدراجُ جارة السوء “السعودية” في القائمة السوداء غلطةَ قلم، وربما تكونُ عمليةُ ابتزاز للنظام السعودي كسائرِ بلدان العالم التي جعلت من السعودية بقرةً حلوباً تُحلَبُ يوماً بعد يوم.. فالقادة العرب والأجانب يحلبون، والفضائيات يحلبون، ووسائل الإعلام المختلفة تحلب، والأقلام المرتزقة تحلب، والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية والقانونية تحلب وتحلب وتحلب.
السؤال: لماذا توقف حليب البقرة الضاحكة “السعودية” عن الأمم المتحدة؟.. هذا السؤال الذي حَيَّرَ القائمين عليها، فما كان عليهم إلا أن يدرجوا هذا النظام الفاسد في ذيل القائمة السوداء، كرسالة منهم مفادها “نحن هنا” انظروا إلينا.. احلبوا لنا كما تحلبون لغيرنا، نحن أحق من غيرنا، نحن من يضركم ومن ينفعكم.
إن لم يكن “إدراج السعودية وحلفائها في القائمة السوداء” عملية ابتزاز مارستها الأمم المتحدة على النظام السعودي لتحصل على نصيبها ولفت النظر إليها بأنها موجودة وأن لها حقاً في المال الذي يصرفه النظام السعودي هنا وهناك.. فهي “زلة قلم” أو “شخطة قلم” تحاول الأمم المتحدة سترَ عورتها تجاه ما يعانيه الأطفال والنساء والمدنيون في اليمن جراء استمرار عدوان قوات التحالف التي تقودُهُ أمريكا والسعودية ويضم أكثر من خمسَ عشرةَ دولةً عربية وإسلامية وأجنبية.
وكما تناولت وسائل الإعلام كيفية إدراج النظام السعودي في القائمة السوداء كنظام ينتهك الإنسانية ويقتل الأطفال، كانت في اللحظات الأخيرة من استكمال التقرير الخاص بالأمم المتحدة والخاص بالانتهاكات التي يتعرض لها أطفال العالم، وكأن لسان حالها يقول: ندرجها في آخر الوقت. قبل أن يمارس النظام السعودي مع حليفتها أمريكا ضغوطاتها لإزالتها وعدم وضع اسمها في القائمة السوداء.. وهو ما حدث بالفعل، حيث شكل إدراج اسم السعودي في القائمة السوداء كدولة تنتهك الطفولة حالة من القلق لدى النظام السعودي.. فشن هجوماً شرساً على الأمم المتحدة بالتوازي مع بذلِ المال والضغط على الأمم المتحدة وتهديدها بإجراءات قد تحد من أداء الأمم المتحدة، أبرزُ هذه التهديدات سحب الدعم الذي كانت تتلقاه الأمم المتحدة من النظام السعودي لتنفيذ عددٍ من البرامج التي تنفذها الأمم المتحدة.
فجأةً.. ودون سابق إنذار، فكما تم إدراجُ السعودية في القائمة السوداء، تم شطبُها من القائمة دون سابق إنذار.. ما شكَّلَ صدمةً كبيرةً لدى المنظمات الحقوقية والقانونية والإنسانية الدولية التي تنتهج النزاهة والشفافية في أدائها المهني والإنساني.. ما جعل أكثرَ من 20 منظمة ومؤسسة حقوقية وإنسانية دولية تدين ما أقدمت به الأممُ المتحدة على التراجع من قرارها وشطب النظام السعودي من القائمة السوداء، ما جعلتها تتهمُها بأن النظامَ السعودي قام بشراء الولاءات في أروقة الأمم المتحدة لتغيير توجهاتها وقراراتها، كما مارس ضغوطاً دولية ومالية أجبر الأمم المتحدة على التراجع من القرار.. واعتبرت هذه المنظمات بأن هذا الإجراءَ غيرُ أخلاقي وغير إنساني؛ كون الأمم المتحدة يفترضُ أن تكونَ مظلةً للإنسانية والدفاع عن الشعوب والوقوف أمام أية تحديات تواجهها الشعوب المنضوية تحتها.
بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قال إن رفعَ تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء جاء بسبب تهديدات بوقف التمويل لعدد كبير من برامج الأمم المتحدة.. في إشارةٍ منه إلى أن البرامج التي تنفذها الأمم المتحدة يتم تمويلها من خزائن الشعوب العربية والإسلامية التي تستحوذ عليها الأنظمة الفاسدة وفي مقدمتها النظام السعودي.. أيضاً أشارَ الأمينُ العام في تصريحه أن أغلب البرامج التي ينفذها ستتوقف إذا توقفت الأنظمة العربية خصوصاً دول الخليج المصدر الرئيسي لنفط ومشتقاته من تمويلها.
وللأسف الشديد أموال المنطقة العربية والإسلامية تذهبُ لغير أهلها.. تذهب أولاً للقائمين على الأنظمة الفاسدة، ثم تذهبُ لدول الاستكبار أمريكا وإسرائيل بشكل شراء معدات عسكرية لإثارة النزاع أكثر في المنطقة العربية والإسلامية، ثم تذهبُ للمنظمات الدولية كُلٌّ حسبَ قوتها ودرجة قربها من النظام السعودي ودول الخليج التي تهيمن على الثروات الطبيعية.
لماذا لا تضخُّ هذه الأموال لتأهيل العقول العربية والإسلامية وتحريك عجلة التنمية في المنطقة وإيجاد حراك اقتصادي على المستوى العربي والإسلامي ومنافسة الآخرين في المجال الصناعي والتجاري.. الجواب عند اللوبي الإسرائيلي والأمريكي الذي يسعى دائماً إلى تفكيك الشعوب وإيجاد حالة من عدم الاستقرار هدفها إيجاد مناخ آمن لدولة إسرائيل وإيجاد سوق مفتوحة للمنتجات الأمريكية بشقيه العسكري والتجاري.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com