الصمود حتى النصر

المنسق العام للإئتلاف المدني لرصد جرائم العدوان..المحامي الدولي/ علي العاصمي ((لصحيفة الثورة))(حوار)

حوار/ حاشد مزقر

– 240 يوماً والحصار الشامل مستمر على خمسة وعشرين مليون إنسان ومعه يتجلى بوضوح حتى الآن عجز المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة عن تقديم مساعدات لليمن وانصياعه للرغبة السعودية وكأن الانسان اليمني يتم مقايضته ‏بمقدار المصالح التي يحصلون عليها من السعودية وهم بهذا يسهمون في غض الطرف عن قتل الشعب اليمني وتعريضه للإبادة بصورها المباشرة وغير المباشرة كما أن وجود عناصر يمنية مرتزقة في الرياض (كوزير حقوق الإنسان في حكومة بحاح المستقيلة وغيره) وما يقومون به من تضليل وقلب للحقائق وتزوير للمعلومات أمام المنظمات الدولية وآليات الأمم المتحدة لتغطية ‏جرائم العدوان بقيادة السعودية يسهم وبشكل كبير في ارتكاب مزيد من القتل اليومي للسكان والمدنيين وبذلك تكون شراكتهم للعدوان مضاعفة متسببين بمأساة شعب بأكمله ..حيث أصبح أكثر من 15 مليون يمني بحاجة عاجلة إلى الغذاء والدواء مع نفاد مخزونه و 8 ملايين ونصف المليونمواطن بحاجة عاجلة للأدوية وأكثر من مليونين ونصف المليون طفل معرضون للأمراض القاتلة نتيجة توقف عمليات التلقيح الوقائي علاوة على تعطل 4 ملايين فرصة عمل نتيجة لقصف المؤسسات العامة والخاصة، فيما أكثر من 50 ألف منزل للسكان المدنيين في الأحياء السكنية تدمرت كليا أو جزئيا بضربات العدوان..كل ما سبق وأكثر طرحناه على طاولة المحامي الدولي /علي العاصمي رئيس الإئتلاف المدني لرصد جرائم العدوان من خلال حوار شفاف.. فإلى التفاصيل:

15-06-27-10735732
##بداية..إستاذ علي..لقد أخترقت السعودية كل القوانين والتشريعات الدولية وقامت بالإعتداء على دولة ذات سيادة مرتكبة أكبر المجازر الوحشية ما تحليلك لوهم تحالف العدوان للمجتمع الدولي بأنه يتحرك بموجب قرار مجلس الامن رقم (2216) ..؟

– تحالف دول العدوان الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة لوجستيا
غطاء قانوني دولي استغل القرار2216 لغزو اليمن وتدميره بالرغم من أن القرار لا يعطيهم الشرعية لشن الحرب واحتلال المدن اليمنية فضلا عن تدمير البنى التحتية وتقويض مؤسسات الدولة وفرض حصار شامل يمنع دخول المواد الغذائية والاغاثية والمستلزمات الطبية والأدوية وكذلك المشتقات النفطية والذي يعد مخالفة صريحة لمضمون القرار 2216 نفسه,هذا القرار الذي يتخذه العدوان كغطاء لفرض الحصار الشامل والمطلق على اليمن يتناقض مع مبدأ سيادة الدول واستقلالها والذي يعد أهم مبدأ من مبادئ الأمم المتحدة، إلا أنه كان واضحا فيما نص عليه بما يتعلق بتفتيش الشحنات المتجهة لليمن مشترطاً توفر حالة الاشتباه بوجود أسلحة فيها, إلا أنه لم يعطها الحق في منع دخول المواد الغذائية والطبية والاغاثية والوقود إلى اليمن ومحاصرة نحو ستة وعشرين مليون نسمة من جهة وارتكاب مجازر يومية بحقهم عبر الضربات الجوية المباشرة والعشوائية.. كما أن صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في اليمن سواء كانت جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية ساعد التحالف الذي تقوده السعودية على التمادي في ارتكاب مزيد من تلك الجرائم البشعة بما فيها جرائم الإبادة الجماعية وهذا الصمت رافقه تعتيم وتجاهل تام يشبه تماما عملية إطفاء الأنوار ولفت النظر عما يحدث ليواصل التحالف أعماله الإجرامية بحق اليمن أرضا وإنسانا وتاريخا .حيث تواصل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية للحرب على اليمن أعمالها العدائية ضد المدنيين وانتهاكاتها لحقوق الإنسان والقوانين والمعاهدات الدولية مستهدفة أماكن وتجمعات مدنية بضربات مباشرة أو عشوائية وصلت إلى حد تكرار شن غارات على منازل بعينها لأكثر من مرة وفي أكثر من مكان وقتلت من فيها من النساء والأطفال في سابقة خطيرة وتعد سافر لم يسبق له مثيل, كما حصدت الغارات الجوية أرواح أكثر من ستة آلاف مدني بينهم عدد كبير من النساء والأطفال ممن شملتهم اتفاقيات جنيف والقانون الدولي بالحماية, كما أصيب جراء الغارات قرابة اثني عشر ألف مدني, وقد توزعت الغارات العدائية على معظم محافظات الجمهورية اليمنية, مستهدفة أحياء سكنية وأسواقاً وتجمعات مدنية مشمولة بالحماية العامة ضد الأخطار الناجمة عن الأعمال العسكرية.

ما هي أكثر النقاط التي رصدتموها في الائتلاف المدني والتي أكدت أن الإنسان هو المستهدف في الحرب على اليمن..؟
– يستمر القصف الجوي بهجمات الطيران والقذائف الصاروخية للعدون السعودي على المدنيين في أغلب المدن اليمنية مع الاستمرار الواضح في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً, وبالتالي سقوط المزيد من القتلى المدنيين بينهم نساء وأطفال حيث يتعرض الإنسان اليمني طيلة ثمانية أشهر لعمليات قتل جماعية ونزوح مئات الآلاف من الأسر الذين أخرجوا من منازلهم قسراً في ظروف مأساوية ومعاناة لاتقل شأنا عن القتل.
لقد شنت طائرات التحالف السعودي آلاف الغارات على معظم محافظات الجمهورية اليمنية موجهة ضد المدنيين في المنازل والأسواق والتجمعات, وأزهقت أرواح الآلاف من النساء والأطفال, بهجمات متعمدة على تلك الأماكن وانتهاك واضح وصريح لقواعد القانون الإنساني الدولي حيث ارتكبت قوات التحالف بقيادة السعودية جرائم حرب وجرائم إبادة بحق المدنيين خصوصا في المناطق الحدودية.

ويبرز الاستهداف من خلال صور عديدة مباشرة وغير مباشرة ونذكر منها الأمثلة التالية : [القصف الهستيري واستخدام أنواع من الأسلحة محرمة دولياً من القنابل العنقودية والمنشطرة] حيث ظهرت أهداف التحالف بقيادة السعودية ومنذ اليوم الأول الذي بدأت فيه عملياتها العسكرية ضد اليمن وهي أن التحالف السعودي في حربه على اليمن يستهدف الإنسان اليمني على اتساع الرقعة الجغرافية شمالا وجنوباً دون استثناء, فقتل آلاف الأطفال والنساء هو استهداف للإنسان وتدمير البنى التحتية والممتلكات الخاصة هو استهداف للإنسان وفرض الحصار الشامل ومنع دخول الغذاء والدواء ومشتقات الطاقة هو استهداف للإنسان وتدمير التراث والآثار هو أيضا استهداف للإنسان ونشر القاعدة وداعش وإمدادهما بالمال والسلاح والتغطية على عملياتهما وفتح السجون لتسهيل هروب عناصرها هو استهداف للإنسان. كما أن تقديم الإغراءات المالية والرواتب العالية للكادر الطبي والهندسي والمهارات والقدرات اليمنية لتعطيل البلد ودعم خروج الكادر اليمني بعد إخضاع البلد لوضع اقتصادي متدن نتيجة ضرب وقصف المصانع والمنشآت الاقتصادية والحصار وغيرها من طرق التدمير الكلي للبلد هو استهداف للإنسان أيضا.

برأيك ما هو الهدف الرئيسي الذي سعت لتحقيقه السعودية ولازالت بتدميرها لكل البنية التحتية ومقار الأجهزة الحكومية المدنية وتقويض الدولة ..؟
– بالرغم من أن اليمن يعد من البلدان النامية والفقيرة بحسب التقارير الدولية حيث تعتبر معدلات النمو الاقتصادي في اليمن من اقل المعدلات حول العالم إذ يعاني اليمن من نقص في بناه التحتية وتشير الإحصاءات التي سبقت العدوان إلى النمو البطيء في مشاريع البنية التحتية التي كانت في بعضها تعتمد على القروض والمساعدات خصوصاً مجالي التعليم والصحة لكن جميع هذه المعدلات قد تغيرت تماما بعد العدوان الذي استهدف مقدرات الشعب اليمني التي راكمها طيلة العقود الماضية فالمستشفيات والمدارس والمصانع والمنشآت التجارية والطرقات والجسور والناقلات ومخازن الحبوب والأغذية والموانئ والمطارات وغيرها استهدفها العدوان,إضافة إلى ممارساته التي أدت إلى منع الأجهزة الحكومية من القيام بأعمالها من خلال استهدافها أو التهديد باستهدافها أو الضغط على المسئولين عبر مرتزقة العدوان, أيضا منع تحالف العدوان استيراد أو تصدير النفط من والى اليمن وكل ذلك من شأنه وقف عجلة التنمية.

##من الواضح بأن السعودية قصفت بقنابل عنقودية وأسلحة محرمة تستهدف الإنسان اليمني وهو ما أكدته منظمات دولية وحذرت من استمرار استخدام تحالف العدوان لمثل هذه الأسلحة ضد الشعب اليمني ..برأيك هل وصل صوت هذه المنظمات ..؟
– بالفعل استخدمت السعودية وتحالفها في الحرب على اليمن شتى أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً بالحياة والحرث والنسل, وصبت الأطنان من القنابل المدمرة والشديدة الانفجار على رؤوس المدنيين في المنازل والأحياء والأسواق بما فيها الأسلحة المحرمة التي استخدمها التحالف السعودي في هجمات على مواقع مدنية في صعدة وحجة وصنعاء والمخا وغيرها, واستخدام هذه القنابل من قبل السعودية يلعب دوراً في تفسير السبب في وجود مثل هذه الخسائر البشرية الضخمة في صفوف المدنيين وبالمقدمة الأطفال والنساء على مدى ثمانية أشهر من إعلان الحرب على اليمن, وقد استخدمت السعودية في هجماتها الموجهة ضد المدنيين قنابل عنقودية من طرازات معقّدة وهي عبارة عن سلاح مزود بصاعق يعمل بجهاز الاستشعار, ويُذكر أن القنابل العنقودية التي يحظر القانون الدولي استخدامها تنشر عشرات القنابل على مساحة واسعة, وقد لا تنفجر الكثير من هذه الذخائر الثانوية أو القنابل لحظة ارتطامها بالهدف، مما يجعلها تشكل تهديداً مميتاً لكل من يلمسها أو يتعثر بها لاحقاً, كما أن ضربات قوات التحالف الجوية قد أصبحت أكبر سببا يؤدي إلى وقوع قتلى بين المدنيين في اليمن, وكان نصيب مدينة صعدة وحجة من حجم الدمار الذي تسببت به الضربات الجوية لقوات التحالف هو الأكبر مقارنة بغيرها من باقي مدن اليمن.

جرائم إبادة

##مما لاشك فيه أن السعودية أمعنت في ارتكاب جرائم حرب و إبادة بشكل هستيري ومكثف على المحافظات الحدودية في صعدة وحجة كيف تقيمون الوضع هناك؟
– يستمر القصف الجوي لطيران التحالف بقيادة السعودية على الأحياء السكنية والأسواق والتجمعات المدنية مرتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق السكان المدنيين في اليمن, وتتجلى هذه الجرائم والتي منها ما يمثل جرائم إبادة ترتكبها السعودية بحق المدنيين في منطقة صعدة وحجة، إذ يتعرض قرابة المليون مواطن، في مقدمتهم النساء والأطفال من الفلاحين ورعاة الماشية في محافظتي صعدة وحجة وخصوصا مناطق(مجز – كشر–عاهم ‏‏– رازح – حيدان – قطابر – باقم – حرض – منبه ..) وهي المناطق الحدودية الواقعة بين الحدود اليمنية والسعودية حيث ‏تتعرض هذه المناطق للقصف الجوي المتواصل والهستيري بالطائرات النفاثة – طائرات أباتشي – مدفعية – صواريخ – تصب عليها الأسلحة الفتاكة بما فيها قنابل ‏عنقودية وأسلحة محرمة دوليا .

أزمة إنسانية

##كيف أصبحت الحالة الإنسانية في المناطق الواقعة في إطار محافظتي صعدة وحجة..؟
– في ظل القصف والحصار يعاني السكان في صعدة وحجة من أزمة إنسانية متفاقمة تتعدى انعدام المواد الغذائية والأمن الغذائي إلى جانب النواحي الأخرى النفسية والمادية مباشرة وغير مباشرة حيث أن ضربات الطيران المتعمدة على المدنيين واستخدامه قنابل شديدة الانفجار تسببت في حالات فزع شديد وتم رصد حالات إجهاض مبكرة لدى النساء الحوامل وكذا حالات تبول لا إرادي عند الأطفال وحالات نفسية وعصبية كثيرة وعلى الجانب الآخر انقطعت خدمات الاتصالات والكهرباء التي لم تسلم أبراجها ومحطاتها من القصف بصورة شاملة و توقفت المستشفيات والخدمات الصحية التي طالها القصف أيضا وكان آخرها مستشفى أطباء بلاحدود في مديرية حيدان، وبالمقابل انعدمت الأدوية وانهار نظام الرعاية الصحية في تلك المناطق بشكل مخيف مع حصول نقص حاد في عدد الأطباء، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات من المرضى إما داخل المستشفيات أو في مساكنهم.. الأمر الذي أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية في تلك المناطق ومضاعفة معاناة السكان وآلامهم ليعلن عنها مناطق منكوبة منذ أعلنها التحالف مع بداية العدوان مناطق عسكرية واستهدف كل شيء فيها.

الحالة الإنسانية

## تقييمك للحالة الإنسانية في اليمن بشكل عام بعد ثمانية أشهر من تكالب السعودية وحلفائها على مقدرات..؟
– استمرار الأضرار المباشرة نتيجة تواصل ضربات العدوان واستخدامه مجدداً لأسلحة محرمة في هجماته ومؤخرا انتشرت الغازات السامة في بعض المناطق بالمحافظات وأصيب الكثيرون بحالات اختناق وضيق في التنفس ومنهم من أصيب بخوف وذعر شديد نتج عنه تشنج وحالات نفسية كما تم تسجيل حصول حالات إجهاض للعديد من النساء في اغلب المحافظات.

كما أن استمرار الحصار غير القانوني البري والبحري والجوي يخضع السكان في اليمن لحالة إنسانية صعبة وشاقة ويخلق معاناة شديدة مستمرة حتى في ظل الإعلان عن وصول بعض سفن الإغاثة المقدمة من عدد من المنظمات الدولية.. يعيش اليمن حالة كارثية بحسب تقارير لعدة منظمات دولية كاليونيسف والصحة العالمية والصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية وأخيرا الأمم المتحدة إذ يتعرض الشعب اليمني للتجويع وشحة الدواء والغذاء حيث يحتاج أكثر من 15 مليون مواطن يمني على الأقل لمساعدات غذائية وصحية بصورة عاجلة.. كما يخضع مالا يقل عن 4 ملايين عامل للتسريح القسري وفقدان عملهم منهم 3 ملايين عامل في قطاع المقاولات ومليون عامل في الوظائف الفنية والإدارية في القطاع الخاص.. ونتيجة للحصار الشامل المفروض على الشعب اليمني ككل وكذلك انقطاع الكهرباء وتعطل محطاتها في أكثر من منطقة وتعطل الخدمات الحكومية وتعثر أداء المكاتب الحكومية فضلا عن منع توريد المشتقات النفطية وكذلك الضربات الجوية الأمر الذي يضاعف معاناة الشعب وخاصة السكان في المناطق الحارة وأوجد وضعاً إنسانياً كارثياً يشمل البيئة والغذاء والدواء ومستوى الدخل مما يعرض المواطنين لانتشار الأمراض والأوبئة وخاصة في ( الحديدة – تعز – عدن ) إذ أن هذه المناطق بحاجة إلى الإغاثة العاجلة من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسف وأطباء بلا حدود خاصة ما يتعلق بتفقد الوضع الدوائي والعلاجي والصحي. لأن النظام الصحي يشارف على الانهيار، مع انقطاع لخدمات التطعيم حيث تقول الإحصاءات إن 2.6 مليون طفل دون سن 15 عاما عرضة للإصابة بالحصبة و2.5 مليون طفل في خطر الإصابة بالإسهال وهي حالة قاتلة تنتشر بسرعة خاصة في أوقات النزاع ونزوح السكان. في حين أن حمى الضنك في ارتفاع مطرد، والأمراض المزمنة تفتقر إلى العلاج والمستلزمات الطبية الحيوية وهو ما يهدد حياة المواطنين بالموت الأكيد..

خنوع الأمم المتحدة

## لقد بالغت الأمم المتحدة في صمتها ومعها المجتمع الدولي ..برأيك لماذا يستمر هذا الصمت؟
– بداية.. نشير إلى أن هذا الصمت عن جرائم العدوان بحق الشعب اليمني قد أعطى تحالف العدوان بقيادة السعودية متنفسا للاستمرار في عدوانهم الظالم وغير الشرعي على اليمن أرضا وإنسانا وتاريخاً ليستمر هذا العدوان في صلفه مستهدفاً كل شيء وتستمر جرائمه لأكثر من 245 يوماً, وهذا الصمت غير المبرر والتجاهل اللاإنساني يجعل من الأمم المتحدة بمثابة المساهم في كل ما ارتكبه ويرتكبه التحالف من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية طيلة ثمانية أشهر, ومع كل يوم تتزايد فيه المأساة والمعاناة الشديدة التي يعيشها سكان اليمن جراء الحرب الظالمة والحصار الجائر وفي مقدمتهم النساء والأطفال الأكثر تضررا يمعن العالم في صمته عدا عن بعض الأصوات الخافتة هنا وهناك التي لا تلبث أن تختفي وتتلاشى أمام النفط والمال السعودي. ولسان حال الشعب اليمني وهو يشاهد هذا التجاهل والصمت الدولي يقول: إذا كان العالم لا يريد إيقاف العدوان و كسر الحصار المفروض علينا على الأقل يتوقف عن تزويد قوات التحالف بالقنابل العنقودية التي تعبث كل يوم بأشلاء أطفالنا ويتوقف عن تزويد التحالف بالسلاح الذي يفتك بأجسادنا يوميا, ففي الوقت الذي يُقتل فيه اليمنيون وترتكب بحقهم أبشع الجرائم تتسابق الدول المنتجة للموت والدمار لعقد الصفقات وبيع الأسلحة الفتاكة والمحرمة وبمليارات الدولارات للمملكة السعودية لتستمر في قتل اليمنيين وتشريدهم وهدم بنيتهم الاقتصادية وتقويض الدولة فها هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها ممن عقدوا الصفقات وأبرموا العقود مع المملكة السعودية وخصوصاً الصفقات خلال هذه الفترة التي تشن السعودية عدوانا بربريا على اليمن مع علمهم ورضاهم, وبالمقابل الدعم الواضح والمعلن للقاعدة وداعش التي مكنها التحالف السعودي من السيطرة على مناطق بعضها ذات استراتيجية في الجنوب لتمارس جرائم القتل والسحل والإعدامات الجماعية, وهي مخالفة واضحة وصريحة للقوانين والاتفاقيات والمعاهدات الملزمة التي تجعل من هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الداعم اللوجستي للتحالف شريكا في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في اليمن ومساهماً في تقويض السلم والأمن الدوليين وانتشار وسيطرة تلك الجماعات التي يزعم العالم محاربتها.

التنسيق مع المحامين العرب

##وأنت عضو اتحاد المحامين العرب..هل هناك ثمة تحركات جادة من المحامين اليمنيين لتوضيح صور انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اليمن واختراقها لكافة القوانين والتشريعات الدولية وذلك من خلال اتحاد المحامين العرب ومن ثم تحريك ذلك على المستويين العربي والدولي ..وماذا عن فعالية اتحاد المحامين العرب التي أقيمت مؤخرا وما هي نتائجها..؟
– هناك تحركات كبيرة وجادة من المحامين اليمنيين بالتنسيق مع المحامين العرب المتخصصين في القانون الدولي لتقديم دعاوى ضد دول العدوان وملاحقة من تورط في العدوان على اليمن في كل المحاكم الدولية والأوروبية ومحكمة الجنايات الدولية وكذلك هناك تحركات دولية من قبل المحامين والناشطين الحقوقيين في الائتلاف المدني اليمني وقد شارك الائتلاف المدني في الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة مؤخرا في جنيف وقدم تقريره ومداخلته في المؤتمر وشرح الوفد المشارك للعالم حقيقة ما يحدث من جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العدوان السعودي ودول التحالف في اليمن ومازال يرتكب المزيد لأن العالم كان مغيباً تماما عن حقيقة جرائم العدوان بسبب التعتيم الإعلامي الذي تمارسه دول العدوان على العالم وقد كان لمشاركة الوفد اليمني من الائتلاف المدني وعدد من المحامين الدوليين من بلادنا أهمية كبيرة جدا في توضيح حجم وكارثية ما يقوم به العدوان على اليمن أرضا وإنسانا وكذلك كان لتواصل المحامين والناشطين الحقوقيين دور مهم في توضيح الصورة للمنظمات والهيئات العربية والدولية لما يحدث من عدوان غاشم على اليمن وتم تسليمهم تقارير حقوقية وتوثيقية لما تم رصده عن جرائم العدوان خلال الفترة الماضية التي تصدر من الائتلاف وانعكس ذلك في إصدار الكثير من المنظمات العربية والدولية بيانات وتقارير ضد العدوان وتحالفه وآخرها ما صدر من بيان قوي من اتحاد المحامين العرب وقد دعا الائتلاف المدني خلال مشاركته في جنيف ومن خلال تقاريره المترجمة باللغة الإنجليزية والموجهة للأمم المتحدة وعدد من المنظمات والهيئات الدولية إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالعمل على وقف العدوان على اليمن وتعليق عمليات نقل الأسلحة إلى قوات التحالف ودعم تحقيق المساءلة على صعيد جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب اليمني وطالبنا الأمم المتحدة ممثلة بالأمين العام / السيد بان كي مون ومندوبه لليمن السيد / اسماعيل ولد الشيخ بضرورة إعلانه مبادرة إنسانية وقانونية بإعلان محاسبة مجرمي الحرب على اليمن وعدم إفلات المجرمين من العقاب كون هذا الإعلان سيجنب الأبرياء مزيدا من القتل ويحفظ دماء الأطفال والنساء وكذلك تحمل مسؤوليتها وإعلان المسؤولين عن الضربات الجوية وهوية منفذي هذه الهجمات التي يشارك فيها طيارون إسرائيليون وأمريكيون وبريطانيون ومرتزقة من عدة دول وهذا يخالف مبادئ الأمم المتحدة وقواعدها الأساسية التي تجرم استخدام المرتزقة ضد الشعوب.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com