صمود وانتصار

التصعيد والقرصنة لن تأتي للعدوان إلا بالويل

الصمود|| مقالات|| د. شعفل علي عمير

قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وأن الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير)، لوحظ في الآونة الأخيرة أن دولَ العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل تنجرُّ نحوَ مزيد من التصعيد بإيعاز من الإدارة الأمريكية سواء التصعيد العسكري المتمثل في القصف الصاروخي السعوديّ على المناطق الحدودية أَو قرصنة السفن التي تعيقُ وصولَ استحقاقات ومستحقات الشعب اليمني إلى ميناء الحديدة.

 

وما شجّعهم على هذا التطاول غير مجلس الأمن الذي اعتبر أن مطالِبَ الشعب اليمني الذي كفلها دستورُ السماء ودساتير الأرض مطالَبُ غيرُ محقة بل ومتطرفة، في إشارة إلى أن العدوان على اليمن أممي بامتيَاز وأن الإدارة الأمريكية أصبحت تعلنُ بكل وضوح أنها المعنيةُ بالحرب والمشروع المقدَّم من مجلس الشيوخ الأمريكي بإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب على اليمن أكبرُ دليل على التورط الأمريكي في قتل الأبرياء واستمرار الحصار على الشعب اليمني.

 

ومن المعروف أن طرحَ مثل هذا القرار ثم إعلانَ تأجيله من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي لا يعدو كونه مشروعاً لابتزاز أدواتهم في المنطقة (السعوديّة والإمارات)؛ لزيادةِ تدفُّقٍ أكثرَ من الأموال وشراء كميات أكبر من الأسلحة، وهذا ما نلاحظه عندما تأتي مثل هذه القرارات.

 

لن تبقى مصالحُ دول العدوان في أمان طالما وشعبنا لم يسلم من شرورهم، وإن وقوفَ الإدارة الأمريكية في وجه أية محاولة لوقف وإنهاء العدوان على اليمن يعد استراتيجيةً تنتهجُها الإدارات الأمريكية؛ ذلك لما يترتب على استمرار الحرب والصراعات ليس في اليمن فحسب بل في العالم كله من مصالحَ اقتصادية ضخمة تجنيها هذه الدولة.

 

لكن لتعلَمِ الإدارةُ الأمريكية بأن المعادلةَ أصبحت ليس في صالحها فَـإنَّ مصالحها في المنطقة لن تعد آمنةً في حالة التصعيد، ولن تنعمَ أيةُ دولة تشتركُ في العدوان أَو الحصار على الشعب اليمني بالسلام إذَا أصرت على الاشتراك في العدوان.

 

كانت قيادةُ الثورة والقيادةُ السياسية قد أبدت استعدادَها للتعامل الإيجابي مع أية مبادراتٍ تُفضِي إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني في ظل استعداد قواتنا المسلحة للرد على أي اعتداء يمُـسُّ سيادةً وحقوقاً مشروعةً للشعب اليمني.

 

ليعرِفْ كُـلُّ الغزاة أن عدوانَهم سيقابَلُ بِـرَدٍّ يُلحِقُ ضرراً كبيراً ومؤلماً بهم، معتمدين على الله واثقين به آخذين من قوله تعالى: (إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُـلّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)، منهاجاً نسيرُ في رِكابِه، وصدق الشهيد القائد حين قال: “السلامُ لا يتحقّقُ لك إلَّا إذَا كنتَ في موقفِ عزة وقوة ومكانة”.