الصمود حتى النصر

علماء اليمن يؤكدون وجوب الجهاد لمواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية

أكدوا رفضهم الصريح والقاطع لأي تواجد للقوات الأجنبية..
علماء اليمن يؤكدون وجوب الجهاد لمواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية
– نائب وزير الأوقاف: من مقتضى الإيمان والحكمة أن يتنبه الشعب اليمني للخطر القادم من أمريكا
– رئيس الملتقى الإسلامي: يجب على العلماء تحمل مسئوليتهم وإعلانهم وجوب الجهاد المقدس ضد الغازي والمحتل الأمريكي
– رئيس رابطة علماء اليمن: إن الشعب اليمني لن يألوا جهدا عن الدفاع عن اليمن

الصمود/ حسن شرف الدين
أعلن علماء اليمن رفضهم الصريح والقاطع لأي تواجد للقوات الأجنبية في الأراضي اليمنية تحت أي مسمى أو ذريعة.. معتبرين الغزو الأمريكي وأدواته الإقليمية والمحلية المتعاونة معه احتلالاً للأرض وعدواناً غاشماً يتوجب شرعاً التصدي له وطرده ومواجهته بكل السبل والوسائل المشروعة.. مؤكدين على وجوب الجهاد لمواجهة العدوان والغزو والاحتلال ووجوب التحرك الفاعل والجاد لأبناء الأمة على كل المستويات والأصعدة كلٌ من موقعه ومسئوليته العسكرية والعلمائية والإرشادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وحمل علماء اليمن، في بيانهم الصادر عن اللقاء علماء اليمن الموسع الذي عقد أمس بصنعاء، الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة المسئولية الكاملة عن كل نتائج ومآسي العدوان على اليمن وتدمير بنيته التحتية وقصفه بالأسلحة المحرمة وقتل أبنائه والحصار الاقتصادي وكل الأضرار الناجمة عن العدوان الهمجي الغاشم.. مؤكدين على احتفاظ اليمن بحقها في المطالبة بذلك دولياً ومحلياً باعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية.. محلين أيضا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسئولية السكوت والتواطؤ مع دول العدوان.
وأدان علماء اليمن، في لقائهم الموسع الذي نظمته رابطة علماء اليمن تحت شعار “مواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية واجب”، كل الجرائم والمذابح وعمليات التهجير التي تجري في جنوب البلاد.. معتبرين ذلك جرائم ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للمواطنة وخدمة صريحة لأعداء الله المجرمين من الغزاة المعتدين.. مؤكدين على وحدة الأراضي اليمنية وحريتها واستقلالها وعدم التفريط بأي شبرٍ فيها ووجوب الوقوف ضد مؤامرات التقسيم وضد الأطماع الإقليمية والدولية.
ودعا علماء اليمن كافة المؤسسات والهيئات والشخصيات العلمائية العربية والإسلامية إلى القيام بمسئوليتهم الدينية أمام الله سبحانه وتعالى في القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي إلى إيقاف العدوان الظالم على الشعب اليمني بحسب الإمكانيات والقدرات المتاحة لهم ولو بالكلمة والموقف الصريح لرفض العدوان.. محملين الداعمين والمؤيدين للعدوان مسئولية استمرار ما يحدث في اليمن من مآسٍ وجرائم بشعة جراء دعم وتبرير بعض المؤسسات العلمائية لهذا العدوان الذي لا مبرر له على الإطلاق.. محيين كل الشخصيات والمؤسسات العلمائية والحركات الإسلامية التي وقفت إلى جانب الشعب اليمني وقضيته العادلة وأدانت العدوان الظالم عليه.
وأكد العلماء على تحريم التعاون مع دول العدوان الأجنبي أمريكا وأتباعها في المنطقة ومساندتهم والقتال معهم أو تأييدهم أو مشاركتهم بأي صورة من الصور.. معتبرين التعاون مع العدوان من أي جهة عسكرية أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها خيانة لله ورسوله وللمؤمنين وللشعب اليمني وموالاة لأعداء الله التي حذر منها القرآن الكريم بقوله: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وبقوله: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾.. داعين إلى اتخاذ أقصى العقوبات التي تنص عليها الأحكام الشرعية ضدهم.
وثمن علماء اليمن، في بيانهم، صمود الشعب اليمني وتضحياته وثباته في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.. محذرين من عواقب السكوت أو التنصل عن القيام بما يمليه الواجب الديني والوطني والإنساني تجاه الأخطار المحدقة بالشعب اليمني.. داعين أبناء الشعب إلى رفد جبهات القتال بالمقاتلين والمال والسلاح وكل ما يلزم لمقارعة القوات الغازية الأمريكية وحلفاءها.
ودعا علماء اليمن رجال المال والأعمال لتوجيه نشاطهم فيما يساعد الشعب على مواجهة محنة الحصار الظالم وتوفير احتياجاته الملحة بعيداً عن الاستغلال والاحتكار، والتلاعب بالأسعار ويحذرون الجهات المعنية من التساهل فياتخاذ الإجراءات الرادعة بحق كل المفسدين الذين أنهكوا اقتصاد البلد وتحكموا بأسعار العملات واحتكروا ورفعوا بأطماعهم وجشعهم أسعار السلع الأساسية والمشتقات النفطية.
ورحب علماء اليمن بأي حوارٍ جادٍ وهادف استجابة لقوله تعالى: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم﴾.. كما أيد العلماء التوصل إلى أي حلول سلمية تحفظ لليمن حريته واستقلاله وسيادته وكرامته وأمنه واستقراره ووحدته بعيداً عن الوصاية الدولية والإقليمية.. داعين كل أبناء الشعب إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين ونبذ كل دعوات التفرقة والانقسام ورفض أي نعرات عنصرية أو طائفية أو مناطقية أو مذهبية مفرقة امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون﴾.
ودعا العلماء كافة القوى الوطنية والسياسية إلى سد الفراغ السياسي بشكل سريع وعاجل ويقررون تشكيل لجنة من العلماء لمتابعة ذلك.. كما دعوا اللجنة الثورية العليا وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة إلى تحمل مسئوليتهم الدينية والوطنية في إدارة شئون البلد بإخلاص وجدارة والعمل بصدق وأمانة على مكافحة الفساد ورفع المظالم مراعين في ذلك التضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها ابناء اليمن في سبيل سيادة العدل والنظام والقانون وصلاح الأمة وسعادتها وكرامتها.
وأشاد العلماء بالدور العظيم الذي يقوم به أبناء الجيش واللجان الشعبية والتضحيات الجسيمة التي يقدمونها في التصدي للعدوان.. داعين الجهات المعنية وكل شرائح الشعب إلى الاهتمام بالجرحى ورعاية أسر الشهداء والسعي في فك الأسرى والكشف عن مصير المفقودين.. مؤكدين أن قضية العرب والمسلمين المركزية والأولى هي تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من الاحتلال الصهيوني وأن ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من فتن ومؤامرات وحروب ما هو إلا لصرف العرب والمسلمين عن هذه القضية.
وحيا علماء اليمن كل الحركات الإسلامية المقاومة لمشروع الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل والفكر الإجرامي المتطرف المستبيح للدماء والأعراض المستخدم من قبلهما لتشويه الإسلام ولتمرير مشاريع تفتيت وتمزيق العالم العربي والإسلامي.. داعين الشعب اليمني إلى العودة الصادقة إلى الله والالتجاء إليه والثقة به والتوكل عليه والتصديق بوعده بالنصر فهو القائل: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين﴾.. داعين من يقف في صف العدوان إلى الرجوع إلى جادة الصواب ومنطق العقل والحكمة.

وفي افتتاح اللقاء رحب نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي بالعلماء الحاضرين من مختلف محافظات الجمهورية وتحملهم عناء السفر لحضور لقاء علماء اليمن الموسع.. مشيرا إلى أن اجتماع العلماء ليقولوا كلمة الحق والفصل الذي ينتظرها الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة جراء الاحتلال الأمريكي في المحافظات الجنوبية.
وقال: لقد اجتمع العلماء اليوم ليقولوا بأن وصول الأمريكان يعني وجوب الجهاد المقدس.. لأن الله سبحانه وتعالى يقول “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه مثل ما اعتدى عليكم”.
ولفت العلامة ناجي إلى أنه من مقتضى الإيمان والحكمة أن يتنبه الشعب اليمني للخطر القادم من أمريكا.. مضيفا “لا يمكن للمؤمن والحكيم أن يلدغ من جحر مرتين”.
وقال: هاهي أمريكا تدخل اليمن تدنس الأرض تحت مزاعم حماية الشرعية المزعومة.. إن الشرعية هي شرعية الأرض والشعب، شرعية الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وحماية مقدراته من الغزو والاحتلال الأجنبي”.
وأضاف: التاريخ سيفتح صفحاته ليسجل الموقف المشرف بأن العلماء استقبل الغزو الأمريكي بإعلان الجهاد المسلح ضد الشرذمة الظالمة التي احتلت اليمن.
وتساءل نائب وزير الاوقاف والإرشاد من أين أتوا بالشرعية؟ هل هي من الشعب اليمني؟.. ها هو الشعب اليمني يقتل فأين الشرعية من ذلك.. كيف تحكمون.
وأكد ضرورة اضطلاع العلماء والدعاة والفقهاء والمرشدين بدورهم في توعية المجتمع اليمني بوجوب مواجهة الغزو والاحتلال، مبينا أن الشعب اليمني ينتظر بفارغ الصبر لتنفيذ ما ورد من مخرجات اللقاء الموسع.

من جانبه قال رئيس الملتقى الإسلامي العلامة أحمد درهم حورية: نحن في ظرف شهد العالم لهذا الشعب بالمظلومية والتكالب والتآمر عليه من أمريكا وخدامها وأزلامها في المنطقة، فاستخدمت كل ما استطاعت أن تستخدمه من الخدام من دول الخليج وعلى رأسها السعودية طيلة عام كامل، تضرب الشعب اليمني، والوطن اليمني بكل ما أوتيت من قوة، في أسواقها ومساجدها ومراكها وبناها التحتية.
وأضاف العلامة حورية: عندما رأت أمريكا أن خدامها لم يقدموا لها ما تصبوا إليه من طلبها أتت بقواتها التي كانت تستخدم من قبل خدامها، وعليها جنود مجندة من جنودها تحتل جزء من وطننا الغالي.
وأشار إلى أن الأعداء خططوا لغزو واحتلال اليمن منذ عشرات السنين، لكونه بلد بكر فيه كل الخيرات، ومع ذلك تتحكم من خلاله على شبه الجزيرة العربية ثم على سائر العالم.
وقال: ما نريد أن تكلم حوله هو موقف العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، والذي بكلامهم تنبعث في قلوب المؤمنين الغيرة والحمية، ويهبوا للدفاع عن وطنهم وعرضهم وأرضهم ودينهم وشعبوهم، فعلى العلماء وهم ورثة الأنباء كما قال رسول صلى الله عليه وآله هم ورثة الأنباء، والأنباء هم قادة الأمم والشعوب للوقوف أمام الظالم كائن من كان”.
وخاطب العلماء: أنتم طليعة بقية العلماء في اليمن الميمون وفي سائر بلدان العالم الإسلامي.. ينبغي أن تتحملوا مسئوليتكم أمام الله سبحانه وتعالى وأمام شعوبكم بإعلانكم لوجوب الجهاد المقدس ضد أمريكا ومن دار في فلكها كائناً من كان من دول الجوار أو غيره.. وعليكم أن تعلونها صريحة أمام شعوبكم بأنه حان وقت الجهاد ضد دول الاستبكار خدمة للدين الإسلامي وتكونوا في طليعة المجاهدين في سبيل الله.
فيما أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلى حضور العلماء إلى هذا اللقاء يؤكد ارتباطهم بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .
ودعا إلى الاصطفاف الوطني ولم الشمل في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم .. مبينا أن اللقاء الموسع لعلماء اليمن يأتي في ظل تواجد قوات غازية أمريكية وغيرها لاحتلال الأراضي اليمنية في الجنوب.
وقال العلامة شمس الدين: يعقد اللقاء لرفض القوات الغازية باعتباره انتهاكا واضحا للسيادة اليمنية ومخالفا لكل القوانين والدساتير الدولية .. لافتا إلى الرسالة التي يحملها اللقاء للقوى الخارجية والأجنبية أن العلماء والشعب اليمني يرفضون التواجد الأمريكي وأي قوة أخرى على الأراضي اليمنية.
وقال “إن الشعب اليمني لن يألوا جهدا عن الدفاع عن اليمن ومما لا شك فيه أن القرآن الكريم يحرضنا كل التحريض ضد أعداء الإسلام وأعداء الله وأعدء ملة الإسلام والمسلمين ” .. مشيرا إلى أن القرآن الكريم يدعوا في أكثر من آية لمواجهة اليهود والنصارى .
وحث العلامة شمس الدين المتحاورين في الكويت إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بدورها المسؤول أمام الله تعالى والشعب اليمني .
كما جدد الدعوة إلى للعلماء الذين باعوا أنفسهم وفتاويهم أن يخافوا الله سبحانه وتعالى وأن يراجعوا أنفسهم وأن يقولوا كلمة الحق .. مؤكدا على الجميع إعادة النظر تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة وأن يكونوا ضد الغزو والاحتلال الأمريكي.

كما ألقي خلال اللقاء الموسع العديد من الكلمات ألقاها كل من العلامة منصور واصل، والعلامة القاضي محمد عبدالله الشرعي، والعلامة محمد طاهر أنعم، والعلامة العزي الأكوع، والعلامة الدكتور محمد أحمد الزهيري، والعلامة محمد أحمد السقاف.. أشاروا جميعا إلى أن الشعب اليمني أمام مرحلة خطرة ويواجهون عدون كافر وقتال الكافر واجب أما قتال المسلم فهو دفاعا.. ولا بد أن يكون الجميع على يد واحدة وحث الجميع على الجهاد في سبيل الله وسبيل الوطن وطرد الغازي والمحتل الأمريكي من أرض الوطن.
وأكد العلماء في كلماتهم على أهمية وحدة الكلمة واستثمار لقاء علماء اليمن الموسع للدعوة إلى مواجهة العدوان والغزو والاحتلال وإشهار وجوب الجهاد ضد التواجد الأجنبي في اليمن.. مشيرين إلى أن لقاء العلماء في مكان واحد فرصة كريمة ليتدارسوا ما يسوءهم ويتدارسوا ما جرى بهم وما نزل عليهم وما كادهم به الأعداء.
وأكد العلماء أن رأس الكفر والصهيونية هي الشيطان الأكبر هي أمريكا، التي بددت الشعوب ودعوا الشعوب إلى مصطلحات تضليلية مفرقة للصف والوحدة الإسلامية.. فعندما ضعفت قوتهم وقلت حيلتهم جاءوا إلى الجنوب ودعوا ضعفاء النفوس والعقول إلى المناطقية فبدءوا بطرد أبناء المحافظات الشمالية وتجريدهم من حقوقهم وإخراجهم من الجنوب إلى الشمال لنشر الفتنة والتقاطع، فالفتنة الموجودة هي من واقع الاستعمار الذي يريد أن يستند على البلدان.
وأشاروا إلى أن الشعب اليمني يعيش فتنة مدلهمة وأوضاع مأساوية يجب أن يقوم العلماء بدورهم وأن يقولوا كلمتهم وأن يرفعوا صوتهم.. ويجب أن لا يدين العلماء العدوان الأمريكي فقط، وإنما يجب عليهم إلزام الأمة ويشحذوا هممهم لمواجهة العدوان والغزو والاحتلال الأمريكي، فالعدو الكافر لن يعمل لأجل اليمن والشعب اليمني وعلى الأمة أن تبني نفسها على هذا الأساس، ففي هذا الزمن لا يوجد طاغوت ولا صنم ولا وثن أعظم ولا أشد خطرا على أمتنا وعلى البشرية والإنسانية مثل أمريكا.

تصوير/ خالد الثور

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com