الصمود حتى النصر

سقوط طائرة حربية فوق أحد الأحياء السكنية وسط العاصمة صنعاء وقناة المسيرة تكشف التفاصيل وعدد الضحايا + (فيديو)

سقوط طائرة حربية فوق أحد الأحياء السكنية وسط العاصمة صنعاء وقناة المسيرة تكشف التفاصيل وعدد الضحايا + (فيديو)

الصمود../

شهدت سماء العاصمة صنعاء، صباح أمس، تحليقاً لأسراب من المروحيات الحربية بعد غياب دام لأكثر من ثمانية أعوام جراء العدوان على بلادنا ما أثار حالة من البهجة والسرور في صفوف المواطنين وأصوات تحليقها تطرب أسماعهم فيشعرون معها بالأمن والأمل، بعد أن كانت أصوات التحليق قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر خلال فترة ما يسمى “إعادة هيكلة الجيش والأمن”، نذير شؤم تدق أسماع المواطنين وتنذرهم عن قرب وقوع جريمة وسط أحد الأحياء السكنية في العاصمة وذلك ضمن خطة ومؤامرة أمريكية ممنهجة لتدمير القدرات العسكرية للجيش اليمني.

ومن إحدى مظاهر الإستهداف والتدمير الأمريكي لقدرات الجيش اليمني وإمكاناته خلال تلك الفترة، إسقاط عدد من الطائرات في العاصمة صنعاء وخارجها ومقتل عدد من الطيارين واستهداف كوادر القوات الجوية في تفجيرات مختلفة أبرزها، استهداف حافلتين لمنتسبي القوات الجوية بعبوتين ناسفتين عام 2013م في العاصمة وسقوط طائرة “سوخوي” في 2013م بحي الزراعة، وأخرى من ذات الطراز في حي سكني بمدينة الأصبحي، وطائرة “انتونوف” في الحصبة عام 2012م بالعاصمة صنعاء، بجانب تفجير 3 طائرات “سوخوي-22″ وطائرة “نورثروب F-5” وإحراق مروحية “ميل مي -17” في مرابضها بقاعدة الديلمي في صنعاء، بالإضافة إلى تدمير طائرات ومروحيات أخرى في تعز وأرحب ومأرب وقاعدة العند العسكرية في لحج، حيث أدت حوادث السقوط تلك إلى مقتل قرابة 16 طياراً حربياً و23 مدرباً وفنياً وملاحاً، ومع بزوغ فجر ثورة 21 سبتمبر ارتطمت مخططات الولايات المتحدة وعملاءها بثورة الشعب اليمني والتي أعلن بعدها العدوان على اليمن.

وتنوعت الفوضى الأمنية قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة بين الإغتيالات والتفجيرات وتنفيذ العمليات الإنتحارية ضمن خطة أمريكية ممنهجة لإضعاف الدولة واستهداف كوادرها وراح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى، وفي هذا التقرير لقناة “المسيرة” نستعرض احصائيات أبرز العمليات المختلفة التي استهدفت الأمن والجيش في اليمن منذ عام 2012م حتى عام 2014م.

(1) الإغتيالات: حيث نفذت 300 عملية اغتيال خلال عام 2012م حتى عام 2014م قتل خلالها أكثر من 500 شخص بين مدنيين وعسكريين .. حيث بلغت في عام 2012م عدد الإغتيالات 20 عملية راح ضحيتها ثلاثين قتيلاً وجريحاً من بينهم اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية مدير كلية القيادة والأركان في حضرموت .. في عام 2013م تزايدت عمليات الإغتيال حيث بلغت 120 عملية اغتيال راح ضحيتها 200 قتيل وجريح منهم الدكتور عبدالكريم جدبان عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني، وأيضاً مسؤولا الأمن السياسي في مطار عدن ومنفذ الوديعة .. وفي عام 2014م بلغت عدد الإغتيالات 150 عملية اغتيال راح ضحيتها 350 قتيل من أبرزهم الدكتور أحمد شرف الدين عضو مؤتمر الحوار الوطني والدكتور محمد عبدالملك المتوكل أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء.

(2) أما بالنسبة للتفجيرات والعمليات الإنتحارية خلال عام 2012م حتى عام 2014م، فقد بلغت 600 عملية تفجير سقط خلالها أكثر من 3800 قتيل .. وفي العام 2012م أيضاً بلغ عدد العمليات الإنتحارية 15 عملية ووصل عدد الضحايا إلى 300 قتيل أبرزها استهداف عرضاً عسكري للأمن المركزي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء

في العام 2013م بلغت عدد التفجيرات والاقتحامات 15 تفجير وعملية انتحارية راح ضحيتها 500 قتيل وجريح من أبرزها اقتحام مستشفى العرضي التابع لوزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء في الـ 12 من ديسمبر من قبل عناصر ما يسمى تنظيم القاعدة

في العام 2014م بلغت الإنفجارات وعمليات الاقتحام والعمليات الإنتحارية 600 عملية راح ضحيتها 3000 قتيل من أبرزها إعدام 14 جندي في حافلة بمحافظة حضرموت.

(3) ومن إحدى مظاهر التدمير الأمريكي لقدرات الجيش اليمني وامكاناته إسقاط عدد من الطائرات في العاصمة صنعاء وخارجها ومقتل عدد من الطيارين واستهداف كوادر القوات الجوية في تفجيرات مختلفة أبرزها في العام 2013م في العاصمة صنعاء وسقوط طائرة سوخوي في عام 2013م في حي الزراعة وطائرة “انتونوف” في الحصبة في 2012م بالعاصمة صنعاء ، ومع بزوغ فجر ثورة 21 سبتمبر ارتطمت مخططات الولايات المتحدة وعملاءها بثورة الشعب اليمني والتي أعلن بعدها العدوان على اليمن.

ولم يتوقف ذلك الإستهداف إلا بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر، التي أفشلت المؤامرات والخطط الاستراتيجية التي نسجتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات كثيرة لتدمير القدرات العسكرية للجيش اليمني، وذهبت الأحلام الأمريكية أدراج الرياح بعد انتصار الثورة، فالأنظمة الخائنة قد سقطت، والواقع تغير تماماً، والنظام الذي كان يدمر الأسلحة ومقدرات الجيش، قد تبدل بنظام وطني يجاهر بالعداء لأمريكا وإسرائيل، ويعمل ليلاً ونهار على تطوير وإنتاج الكثير من الأسلحة للنهوض بالبلد من جديد.

يشار إلى أنه بعد سقوط الخائن علي صالح “عفاش” 2011، وانتقال الحكم إلى أحزاب وتيارات سياسية محسوبة على الرياض، وضعت أمريكا عينها على الصواريخ الباليستية وما تبقى من منظومات دفاع جوي تابعة للجيش اليمني، فجعلت “هيكلة الجيش والأمن” من أولويات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وبعد تنفيذ بند نقل السلطة من صالح إلى هادي، باشرت واشنطن مهمة إعادة الهيكلة تلك، بإشراف لجنة تضم مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين وسعوديين وأردنيين، فتمت تصفية العشرات من كوادر القوات الجوية بمسلسل اغتيالات طاول الكثيرين من خريجي روسيا والمتخصصين بصواريخ “توشكا” و”اسكود”، وطيارين ومتخصصين في الدفاعات الجوية. كما تمت تصفية عدد من الضباط المتقاعدين في صنعاء وحضرموت. وتزامناً، تعرضت أكثر من 20 طائرات مقاتلة روسية من أنواع “سوخوي-22″ و”ميغ-21″ و”أنتونوف-26” و “نورثروب F-5” للتدمير، كما تم إحراق مروحية “ميل مي-17” في مرابضها في قاعدة الديلمي في صنعاء، وتدمير مروحيات أخرى في قاعدة العند العسكرية. إلى جانب ما تقدم، جرى تدمير 3000 صاروخ “سام 7 ستريلا”، و1500 صاروخ “سام 2″، في باب المندب، بإشراف أمريكي وبمشاركة خبراء أردنيين وضباط في جهاز الأمن القومي اليمني، وذلك في عهد هادي.

واستكملت تلك العملية الممنهجة خلال الأيام الأولى للعدوان، حيث تم استهداف قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، وتدمير هنغار التسليح فيها، وطائرات حربية من أنواع “ميج-29″ و”سوخوي-17″ و”نورثروب F-5” تابعة للقوات الجوية اليمنية، وغرف العمليات والسيطرة، ونظم ومراكز الاتصالات العسكرية ومدرج القاعدة، والألوية “101 و110 دفاع جوي” و”4 و6 و8 طيران”. ومع ذلك، عاد تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ليجد نفسه أمام حقيقة تنامي القدرات الصاروخية اليمنية وتطورها بشكل متسارع.

 

*حكاية من المؤامرة

يحفل التاريخ اليمني بالكثير من الأدلة والشواهد الدامغة على المؤامرة الأمريكية في تخريب وتدمير مقومات الجيش اليمني بما فيها منظومة الدفاع الجوي التي سنركز بشكل كبير عليها، والتي مرت بمراحل تدمير وتفجير كثيرة، ولم تظهر عدسات الكاميرا سوى الجزء اليسير من ذلك.

كان السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين خلال الأعوام (2011- 2013) يشرف بشكل مباشر على ما يسمى “إعادة هيكلة الجيش والأمن في اليمن”، وقال في حينها بتصريح تناقلتها وسائل الإعلام اليمنية إن الولايات المتحدة الأمريكية تتولى هذه المهمة ضمن جهودها في رعاية ما يسمى اتفاق المبادرة الخليجية ودعم العملية الانتقالية وبناء اليمن الجديد” حسب زعمه.

وفي تلك الفترة كان فايرستاين يزور المعسكرات ومخازن الأسلحة ويتحكم في القدرات العسكرية اليمنية بتواطؤ الحكومات العميلة، وكما هو معلوم فإن خطة هيكلة وتفكيك الجيش هي مؤامرة أمريكية، حيث جاءت بتوجيهات أمريكا لتستكمل التفكيك والتدمير الممنهج للجيش والأمن في اليمن عام2011م تحت مسمى “إعادة هيكلة الجيش والأمن” بإشراف لجنة تضم مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين وسعوديين وأردنيين (دول العدوان لاحقاً).

واللافت هنا أن هذا العملية “إعادة الهيكلة”، رافقها نشاط محموم للتنظيمات الإجرامية التكفيرية المسماة “داعش والقاعدة”، والتي نفذت خلال تلك الفترة الكثير من الأعمال الوحشية، كاستهداف الجنود في ميدان السبعين، واقتحام المعسكرات، وصولاً إلى مقر وزارة الدفاع “العرضي” وارتكاب مجزرة بشعة بحق الجنود والمرضى والأطباء، وغيرها من الجرائم التي هزت الرأي العام اليمني آنذاك.

ونالت القوات الجوية نصيباً من هذا الاستهداف والتدمير الممنهج، حيث تم استهداف حافلتين لمنتسبي القوات الجوية بعبوتين ناسفتين، وتم اغتيال عدد من الطيارين، وإسقاط 4 طائرات “سوخوي-22” وطائرة “ميغ-21” وطائرتي “أنتونوف-26” ومروحيتين عسكريتين، في تعز وأرحب ومأرب وقاعدة العند في لحج ووسط 3 أحياء سكنية في العاصمة صنعاء، بجانب تفجير 3 طائرات “سوخوي-22” وطائرة “نورثروب “F-5 وإحراق مروحية “ميل مي -17” في مرابضها بقاعدة الديلمي في صنعاء. ولم يتوقف ذلك الاستهداف إلا بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر.

إذاً، لقد تعرض الجيش اليمني لأكبر عملية “اختراق” من قبل السفارة الأمريكية وأكبر خيانة من قبل الخائن عفاش والفار هادي.

 

*كول.. بوابة الوصاية والسيطرة

وبالعودة إلى ما قبل هذا التاريخ، نلحظ أن الخائن عفاش قد خطى بثبات نحو تدمير القدرات الجوية لبلادنا بإيعاز من الجانب الأمريكي، حيث كانت حادثة المدمرة كول التي وقعت في سواحل عدن في أُكتوبر عام 2000، فاتحة لمسار الارتهان والوصاية والسيطرة الأمريكية على اليمن عسكرياً وسياسياً وأمنياً.

وخلال الفترة ما بين 2001 إلى 2004 زار عفاش واشنطن 3 مرات، حيث تعهد الخائن صالح للرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن بدعم الحرب التي تقودها أمريكا ضد ما تسميه الإرهاب، وتدمير أسلحة الدفاع الجوي وكل الأسلحة التي تم شراؤها من روسيا والموجودة في المخازن للجيش اليمني، ووقع صالح اتفاقيات أتاحت بعدها للجانب الأمريكي بالتحرك بحرية مطلقة في اليمن والتحكم في القدرات العسكرية لبلادنا، تحت مسمى “التعاون الأمني المشترك” وحينها سلم صالح الدفاعات الجوية التي شراؤها من روسيا بالمليارات الدولارات إلى روسيا بشرط أن يسمح الأمريكيين له بالبقاء في السلطة.

لقد أتاحت أحداث 11 سبتمبر 2001، ورضوخ صالح للهيمنة الأمريكية تدخل واشنطن الكبير والسافر في الشأن اليمني، وتحولت بلادنا منذ تلك الفترة إلى مسرح لهذه الهيمنة، حيث طالبت أمريكا النظام السابق بتفكيك منظومة الدفاعات الجوية وتدميرها، وتغيير عقيدة الجيش وإضعاف وتفكيك القوات البحرية والجوية وتحديد ما هو متاح لليمن من الأسلحة وما هو ممنوع امتلاكه، وصولاً إلى تدمير وتفكيك القوات الجوية والبحرية بشكل كامل بموافقة من الخائن صالح.

وبحسب وثائق موقع ويكيليكس فإن عفاش استقبل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية الأمريكي لينكولن بلومفيلد، في صنعاء بتاريخ 2 سبتمبر 2004م، وقد تعهد صالح بتدمير الدفاعات الجوية وسحبها، وتعهد بعدم شراء أي أسلحة دفاع جوي، وإلغاء كل الصفقات التي كانت اليمن قد عقدتها مع موردي الأسلحة، وطلب الخائن صالح مليون دولار مقابل كل صاروخ يتم تدميره.

و تؤكد وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية نشرها موقع ويكليكس في العام 2011م، تفاصيل مسار عقد صفقة أمريكية مع الخائن عفاش لتدمير منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات التي يمتلكها الجيش اليمني، وبحسب ما تضمنته الوثيقة، فإن أهم ما بحث عفاش مع المسؤول الأمريكي تركز حول قيام اليمن بإتلاف الصواريخ المحمولة ضد الطائرات مقابل حصول اليمن على تعويض مادي من الولايات المتحدة.

وركزت الوثيقة على إلحاح عفاش في الحصول على أموال باهظة إلى درجة طلبه من مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي على مليون دولار تعويض عن كل ستريلا [صاروخ].

من جانب آخر تقول الوثيقة التي أرسلت بتاريخ: 2 /9 /2004م، بواسطة: السفير الأمريكي في اليمن توماس كراجسكي، إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي طرح مبادرة الولايات المتحدة المقترحة لإعادة شراء منظومات الدفاع الجوي ضد الطائرات، ولم يوافق عفاش على المضي قدما في عملية التدمير أَو ما يصفها «إعادة الشراء» فحسب، لكنه أيضاً تعهد لمساعد وزيرة الخارجية أن حكومة الجمهورية اليمنية آنذاك لن تسعى لشراء أي نظم جديدة

ولم يقتصر إذن تدمير السلاح وتجريد الجيش اليمني على مسألة تدمير الصواريخ الدفاعية مضادات الطائرات، بل كانت هي البداية للمسار الذي انتهى بتفكيك الجيش اليمني وتدمير كل قدراته وشلها بما في ذلك القوات البحرية والجوية والطائرات والصواريخ.

وخلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2007م والعام 2014م بدأ الوفد الأمريكي بتفجير صواريخ الدفاع الجوي التي تم تجميعها منذ أغسطس 2004 وذلك على دفعتين، وتدمير كذلك قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ.

 

 

*ثورة 21 سبتمبر تسقط التوظيف الأمريكي للقاعدة

وكشفت قناة المسيرة، جوانب مهمة عن التوظيف الأمريكي للقاعدة في اليمن والذي بدأ منذ عام 2000م مع تفجير المدمرة “يو إس إس كول” في عدن، وهو ما أكدته السلطة آنذاك أنه تفجير من الداخل وأعاد ذكره علي عبدالله صالح في إحدى المقابلات التلفزيونية، وبصفقة لبيع السيادة أجراها حينها عفاش مع جورج بوش، تصاعد الحضور والتواجد الأمريكي بشكل مستمر منذ ذلك الحين بذريعة “محاربة الإرهاب” وسط إنبطاح رسمي، ليكشف صالح لاحقاً بعد سنوات أن سلطته العميلة كانت على علم بحقيقة التوظيف الأمريكي للقاعدة.

مشيرةً إلى أنه ما بين عام 2000م و2011م كانت واشنطن قد رسخت هيمنتها بذريعة محاربة القاعدة وما بعد الإنقلاب على ثورة الشباب تعاظم التدخل واتسع نطاق التوظيف وتمددت أدواتها الإستخباراتية التكفيرية، مذكرةً بالوضع الأمني الذي كان سائداً في الفترات الماضية قبل ثورة 21 سبتمبر وما كانت تشهده من تفجيرات واغتيالات للضباط والأفراد دفعت بالكثير من منتسبي قوات الأمن إلى اللجوء إلى الزي المدني للتمويه حفاظا على حياتهم، لتنتقل المؤسسة الأمنية والعسكرية من جهة معنية بتثبيت الأمن في البلد إلى جهة مستهدفة بحد ذاتها، حتى وصل الأمر إلى استهداف عمق الدولة بمستشفى العرضي وسط العاصمة صنعاء في جريمة متلفزة تشبه الأفلام الهوليودية.

وأكدت أنه حتى قيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي أسقطت التوظيف الأمريكي للقاعدة وأطاحت بالوصاية وبترت أذرع العمالة، انتهى بعبع القاعدة وانكشفت واشنطن والسلطة العميلة وكاد اليمن أن يتطهر في كل أراضيه من العناصر التكفيرية الإجرامية بالتزامن مع تطهيرها من القوات الأمريكية، وفي تلك المرحلة بدأ العدوان في محاولة لإعادة الحياة إلى الأدوات التكفيرية وإعادة الوصاية الهاربة.

قناة المسيرة، وفي تقرير تلفزيوني أعده الزميل بندر الهتار، وبثته في نشرتها الرئيسة، قالت إن “تنظيم القاعدة ماركة أمريكية للإستثمار برزت في اليمن عام 2000م مع تفجير المدمرة “يو إس إس كول” في عدن، تفجير من الداخل هو ما أكدته السلطة آنذاك.. بدأت واشنطن مشوار التوظيف الشعار “محاربة الإرهاب” حضور أمريكي متصاعد وانبطاح رسمي.. صفقة لبيع السيادة كشف صالح لاحقاً أن سلطته كانت على علم بحقيقة التوظيف الأمريكي للقاعدة”.

وأضافت: “حضرت واشنطن أمنياً ولاحقاً عسكرياً، كلما تعاظم التدخل الأمريكي توسعت القاعدة، ما بين عام 2000م و2011م كانت واشنطن قد رسخت هيمنتها بذريعة القاعدة وما بعد الإنقلاب على ثورة الشباب اتسع نطاق التوظيف وزادت ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، وقال الدمية هادي حينها إنها أعجوبة فنية”.

وأشارت إلى أنه “بالتوازي كانت القاعدة تتمدد على حساب أمن اليمن وشعبه، مرحلة عصيبة من التفجيرات والإغتيالات والإختلالات الأمنية وصولاً إلى توظيفها عسكرياً في أكثر من جبهة”، لافتةً إلى أن “حالة من الإستسلام سادت لواقع الفوضى، فالقاعدة تتوسع إلى محافظات عدة وصلت إلى اختراق العاصمة صنعاء”، مؤكدة أن تلك نتيجة 14 عاماً من التدخل الأمريكي في اليمن، في العنوان “محاربة القاعدة” وفي الواقع اتساع نطاقها.

كما أشارت القناة إلى أن “مستقبل اليمن كان في خطر، وما حصل في العراق من ابتلاع داعش لمحافظات واسعة كاد أن يحصل في اليمن لولا رعاية الله وثورة الـ 21 من سبتمبر، وحينها “انتهى بعبع القاعدة وانكشفت واشنطن والسلطة العميلة وكاد اليمن أن يتطهر في كل أراضيه من العناصر التكفيرية بالتزامن مع تطهيرها من القوات الأمريكية، وفي تلك المرحلة بدأ العدوان في محاولة لإعادة الحياة إلى الأدوات التكفيرية وإعادة الوصاية الهاربة، مؤكدةً أن مشروع العدوان فشل واليمن اليوم في طريقه لتحقيق انتصار كامل.

 

*ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وتقديم النموذج الأمثل للأمن والإستقرار من قبل الأجهزة الأمنية

قناة المسيرة، وفي تقرير تلفزيوني آخر أعده الزميل حسين فايع، وبثته في نشرتها الرئيسة، أكدت أن “الهاجس الأمني قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م مثل أكبر المخاوف المعاشة لدى المواطن اليمني، فحالة الإنفلات الأمني بلغت أوجها وأشتدت بعد تقاطع مصالح أدوات السلطة آنذاك ومخاض دولي ساهم في تفاقم الوضع المحلي بشكل كبير، أما النتيجة فكانت إنهيار المؤسسة الأمنية والعسكرية وانتقالها من جهة معنية بتثبيت وضع الأمن في البلد إلى جهة مستهدفة بحد ذاتها ان على مستوى الضباط والأفراد أو على مستوى المؤسسات والجهات”.

ولفتت إلى أن “عشرات الجنود والضباط طالتهم أيادي القتلة التكفيريين وسط العاصمة صنعاء في عمليات علنية طالت الخبرات والكفاءات الوازنة ولم يقف الأمر عند هذا الحد فإلى جانب استهداف الجيش في عديده وعتادة وصولاً إلى التدمير الممنهج للقدرات الإستراتيجية للجيش اليمني كانت اليد الأمريكية تحرك أدواتها لاستهداف القوات الجوية في أفرادها وبعمليات واسعة طالت حافلات لأفراد القوات الجوية وخلفت شهداء وجرحى وما تلى ذلك من تساقط للطائرات في العاصمة صنعاء بظروف غامضة”.

وأشارت إلى أن “الأمر بات شبه يومي وانعدمت حالة الأمن والاستقرار للمواطن وبدت الأجهزة الأمنية مكبلة بقيود أطراف في السلطة المتصارعة ذاتها، فالقتلة لم يكونوا من ساحات أخرى بل يتلقون المعلومات والدعم ووسائل التنفيذ من داخل أوكار التكفير في جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع وهو ما بدى واضحاً بالشواهد الملموسة خلال الثورة”.

وقالت القناة إن “الدولة فقدت قدرتها آنذاك في تثبيت سلطتها الأمنية وامتدت الإختلالات الأمنية بطول البلد وعرضه وطالت التفجيرات والإغتيالات محافظات ومناطق عدة شمالاً وجنوباً وبرزت الجماعات التكفيرية في الساحة الوطنية بوضوح حتى وصل الأمر إلى سيطرة تلك الجماعات على معسكرات ومناطق في الجنوب وارتكاب مجازر بحق الجنود في محافظتي لحج وأبين”.

وختم التقرير الذي بثته قناة المسيرة بالقول “استهداف للمعسكرات واغتيالات للضباط والأفراد وتفجير للعبوات بل وصل الأمر إلى عمق الدولة بمستشفى العرضي في جريمة متلفزة تشبه الأفلام الهوليودية، ومع التحرك الفاعل للجيش واللجان الشعبية لإستئصال شأفة الجماعات التكفيرية من أقصى الشمال بكتاف ودماج وصولاً إلى العاصمة صنعاء، جن جنون الجماعات التكفيرية الموجهة أمريكياً والممولة سعودياً، فكانت جريمتا جامعي بدر والحشحوش بما حملته من إجرام مثل حينها نقطة تحول في التحرك لإستئصال الجماعات التكفيرية في ما تبقى من مناطق شمال اليمن وصولاً إلى أقصى الجنوب”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com