الصمود حتى النصر

عرض “وعد الآخرة” يثير قلق الأعداء ويبعث رسائل عدة بأن اليمنيين دعاة سلام

تقارير|| الصمود|| مرزاح العسل

أثار العرض العسكري المهيب الذي أقامه الجيش اليمني مطلع سبتمبر الجاري في مدينة الحديدة الساحلية قلق أعداء اليمن، وحمل في مضمونه العديد من الرسائل للداخل والخارج والصديق والعدو توحي بأن اليمنيين دعاة سلام وليسوا دعاة حرب ولكن سلام الشجعان والسلام العادل والمشرف.

وهذا ما أكده فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته التي ألقاها خلال العرض المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي في محافظة الحديدة.

وقال الرئيس المشاط: “إننا لسنا دعاة حرب خيارنا الأول هو السلام العادل والمشرف، وليس الاستسلام فهل هذا الخيار سيحقق لشعبنا شيئاً من حقوقه التي هي حق له، وليست منّة من أحد، أم أننا سنحتاج للخيار الأخير لتحقيقه وفق قاعدة القوة تصنع السلام كل هذا ستكشفه الأيام القادمة القريبة”.

وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية تناولت قنوات ووكالات أنباء عالمية العرض العسكري، وأفردت مساحة له أبرزها قناة “سي سي تي في” وقناة “فرانس24” ووكالات “رويترز” و”يورو نيوز” و”نيوز سيسبول” و”ديبريفر” الأمريكية… وغيرها، كما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحدث بشكل كبير.

ونقلت أيضاً القنوات الهندية الرسمية العرض العسكري اليمني الذي أقيم في الحديدة للمنطقة العسكرية الخامسة، وذكرت بالتفصيل جميع أنواع الأسلحة المشاركة في هذا العرض.

وبحسب مراقبون توقّفت وسائل إعلام صهيونية بالفعل عند العرض العسكري “وعد الآخرة”، وعدد المُقاتلين الذي وصل إلى 25 ألف مُقاتل، وقراءة وتحليل رسائله لكيان المُحتل.

ولفت مُعلّقون إلى أن فلسطين لم تغب عن خطاب الاستعراض العسكري اليمني، والتهديد المُفترض لكيان العدو الصهيوني، وتحديدًا حين أكّد أنهم عازمون بالمضي إلى الأقصى، وانتقاده لأنظمة العمالة العربيّة.

في السياق ذاته.. قال الكاتب العربي عبد الباري عطوان في تدوينة له: “تدخل حرب اليمن عامها الثامن وقلنا في اليوم الأول أنها ستطول وأشرنا الى تحذير الملك عبدالعزيز لأبنائه بعدم غزو اليمن لأنها مقبرة الغزاة ولكنهم أشبعونا شتمًا ووصفونا بالجنون وفاز المقاتلون اليمنيون بإبل الصمود والكرامة والله المستعان”.

وتساءل حول عرض “وعد الآخرة”.. لماذا اختار اليمنيون الحديدة مكاناً لاستعراضهم العسكري “المهيب والضّخم”؟.. وقال: “صواريخ وألغام بحريّة تظهر لأوّل مرّة وتشكيلات تُماثل جُيوشاً نظاميّة.. الإعلام الصهيوني يتوقّف عند مُشاركة 25 ألف مُقاتل.. قلق أممي من خرق الهدنة وأنصار “عاصفة الحزم” يدعون للرّد على رسالة الحرب”.

من جهته.. قال الكاتب العماني جمال بن ماجد الكندي في مقال له إن حكومة صنعاء فاجأت العالم بعرض عسكري كبير ومنظم، واعتبره انجاز بكل ما تحمله الكلمة من معنى لهذه الحكومة، فهي في حرب منذ سبعة أعوام مع جبهة داخلية مدعومة خليجياً وأمريكياً، ومحاصرةً براً وبحراً وجواً، وهذا العرض العسكري أذهل الصديق قبل الدو، وأرسل رسائله للداخل والخارج.

وأضاف: “العرض العسكري لم يكن فقط بإظهار الجانب العددي، بل تعدى ذلك بظهور أسلحة جويةً وبحرية تعول حكومة صنعاء عليها لتغير الواقع في السواحل اليمنية، وكانت منطقة الحديدة البحرية الرسالة الأولى لهذا العرض مفادها بأن سواحلنا البحرية ليست للمساومة، فهي تحت سقف الوطن الذي جاءت حكومة صنعاء من أجل وحدة ترابه، تحت راية دولة الاستقلال الوطني التي هي لكل اليمنيين.

وأوضح أن هذا العرض أرسل رسائل للداخل يقرأها الخارج، وهي في وحدة الصف.. مشدداً على أن الحوار السياسي مع حكومة صنعاء أصبح مطلباً إقليمياً وعربياً وعالمياً، إذا أراد العالم لهذا البلد الاستقرار السياسي، فالاستقرار في هذا البلد هو مكسب للجميع في الداخل والخارج، ولكن وفق معادلة “اليمن الجديدة”.

وأكد أن الوجود السياسي الكبير لحكومة صنعاء في هذا العرض بحضور رأس هرمها السياسي مع القيادات القبلية المتحالفة معها، ثبت منظومة الردع الاستراتيجية التي بنتها حكومة صنعاء خلال سنوات الحرب، فلم يجرؤ أحد في الداخل اليمني والخارج باستهداف هذا الحشد الكبير، وهذا الأمر يُقرأ سياسياً وعسكرياً بأنه اعتراف لما وصلت إليه حكومة صنعاء من قوة عسكرية، وتماسك سياسي يخطب وده دولياً من أجل إنهاء هذه الأزمة.

واختتم الكندي مقاله بالقول: إن العرض العسكري الذي كان في الحديدة قال كلمته بإظهار القوة العسكرية والسياسية لحكومة صنعاء، ومدى سيطرتها على الأرض، فبعد سبع سنوات من الحرب مازالت هذه الجبهة قوية لها مطالبها السياسية التي لم تتنازل عنها، وسنوات الحرب لم تستطع كسرها، وهذا يجعلها تفاوض من منطق قوة، والعرض العسكري جاء ليثبت ذلك.

القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللواء أبو أحمد فؤاد أكد أن العرض العسكري “وعد الآخرة” فاجأ العدو والصديق وأعطى أملا في قدرات اليمن في الصناعة والتطوير.

وقال في تصريح لشبكة المسيرة: إن عرض الجيش اليمني، يعتبر دعما لفلسطين ولمقاومتها للعدو الصهيوني، واليمن اليوم قادر على فرض شروطه وإنجاز ما يريد.

من جهتها.. أكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، أن صنعاء كشفت عن صواريخها الجديدة المضادة للسفن خلال عرضاً عسكرياً كبير للغاية.. وقالت: إن “عرض الحديدة لم يسبق له مثيل”.

وأوضحت أنه خلال العرض العسكري ظهرت عدة صواريخ مضادة للسفن يقال إنها صنعت في اليمن.. لقد تم عرضها في الحفل لأول مرة، ولم يسبق لها مثيل من قبل.. علاوة على أنه شارك في هذا الحفل أكثر من 25000 جندي، أضافة إلى ترسانة ضخمة من المعدات العسكرية.

وأوردت الوكالة الأمريكية أن في العرض العسكري تم عرض صاروخ كروز المضاد للسفن من طراز المندب-1 والمندب-2.. ونتيجة لذلك تؤكد القوات المسلحة اليمنية أن هذا الصاروخ الجديد، مثل فلق-1، وقدرته التدميرية عالية، وقد تم إنتاجه بالكامل في اليمن.

وأضافت: إنه في العرض العسكري، تم عرض أنظمة الدفاع الساحلي والصواريخ السوفيتية المضادة للسفن من طراز روبيج والصواريخ السوفيتية من طراز بي 15 – تيرمايت P-15 Termit، مضاد للسفن السطحية.

ولفتت إلى أنه من خلال هذه الصور، تم الكشف عن أن القوات المسلحة اليمنية أعادت تنشيط أنظمة الدفاع الساحلي وتطوير روبيز السوفيتية الصنع.

ورأت أن هذه الصواريخ القديمة تعمل الآن بفضل جهود المهندسين اليمنيين.. كما هذه الصواريخ هي أيضا من بين الأنظمة التي كانت في مخزونات القوات البحرية اليمنية.

هذا ويرى مراقبون وخبراء سياسيين وعسكريين أن اختيار مدينة الحديدة القريبة من مضيق باب المندب كموقع لإقامة العرض العسكري المسمى “وعد الآخرة”، وفي هذا التوقيت تحديداً كان محسوباً بعناية فائقة لتصبح رسالة التحذير هذه أكثر وضوحاً وقوة بالنسبة للخصوم.

أما الأمم المتحدة، فقد أعربت عن قلقها الشديد إزاء هذا العرض العسكري في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، واعتبرته خرقا لاتفاق ستوكهولم الموقع في ديسمبر 2018.. كما تناولت وسائل إعلام دول العدوان وخصوصاً السعودية والإمارات الحدث بقلق بالغ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com