الصمود حتى النصر

ساحاتُنا الموحَّدة وفجْرُنا الآتي

مقالات|| الصمود|| عبدالرحمن الآهنومي

يعطي العرض العسكري المهيب «وعدُ الآخرة» صورة واضحة عن المستوى المتقدم جداً من الاقتدار وصل إليه جيشنا القوي الذي تشكل واعلتى على قاعدة «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، وعن المستوى المتطور لقدراته العسكرية التي تعاظمت وتطورت بعون الله تحت وطأة الحرب الإجرامية الغاشمة التي شنها تحالف عشريني امتلك المال والسلاح الفتاك والمدمر والمحرم، واستخدم أحدث التكنولوجيا الحربية والتجسسية، أغلق الأجواء بأسراب الطائرات والقاذفات وطائرات الدرون والتجسس والرصد من الأواكس إلى غيرها، واستخدم حتى الأقمار الصناعية في رصد كل حركة وكل شاردة وواردة في اليمن، ورغما عن ذلك ومع ضراوة وقساوة الحرب العدوانية التي شنت علينا، وفقدان المقومات الأساسية للحياة والبقاء الإنساني، وعلى رغم أن واقع هذا الجيش كان هشا ومختلا وضعيفا ومفككا قبل بدء العدوان، علاوة على أن معظم عناصره ذهبوا للقتال مع تحالف العدوان، إلا أن هذا الجيش تشكل وتطور واقتدر وتسلح وبنى قدراته وتعاظمت بفضل الله، توحدت بنادقه واتحدت، اتحدت الرجال وتكاتفت وهب أحرار الشعب اليمني جيشا ولجانا وقبائل ومتطوعين وغير ذلك، فأنجزت البطولات وانتصرت في الميادين والساحات وحققت المعجزات بعون الله وفضله وتوفيقه، وصرنا اليوم نفاخر بالبطولات والمآثر، ونتوج الإنجازات بمثلها حتى صار جيشنا اليوم مهابا مقتدرا بحمدالله.

 

قبل 26 مارس 2015 لم يكن اليمن قادراً على صنع طلقة مسدس بمدى عشرة أمتار، لكنه اليوم يصنع صواريخ بمديات تزيد عن 1800 كم، ضربت الأعداء في عقر دارهم، وأضرمت النار في منشآتهم وقواعدهم ومطاراتهم وقصورهم ومصانعهم ومعسكراتهم، وهذه الصواريخ باتت اليوم مخزونات ومنظومات بالآلاف إن لم تكن بعشرات الألاف جاهزة في قواعدها وفي مخابئها بتوفيق الله، وهي ما زالت كل يوم تتطور وتزيد كمياتها ومدياتها إلى ما بعد بعد الرياض ودبي وأبو ظبي، وفي البحار إلى أبعد النقاط، والحديث أيضا عن الدفاعات الجوية لا يختلف كثيراً.

 

واليوم بفضل الله بات اليمن يستخدم الطائرات المسيرة لا بل يصنعها ويضاهي بصناعاته تلك دول متقدمة في صناعة هذه الطائرات ويتميز بصناعاته بتوفيق الله، بل ويبدع اليمنيون في استخدام هذه الطائرات في الميدان الحربي وبشكل نماذجي ومتميز لم يسبق لغيرهم أن استخدموا الطائرات المسيرة بهذه الكفاءة والقدرة والتجربة العملانية الفاعلة، وجعلوا منها سلاح ردع استراتيجي، وسلاحاً تكتيكياً في المعارك الحربية، علاوة على تصنيع طرازات متعددة المهام والقدرات والكفاءات والاستخدامات التكتيكية وبأقل الكلف، وكل ذلك هو بفضل الله وبعونه وبقدرته وبتوفيقه.

 

ما تجسد في عرض وعد الآخرة على ساحل البحر الأحمر من هيبة واقتدار لجيش وطني للشعب اليمني وفي حمايته، وما برز في مظهره هي ملامح دولة يمانية قوية ومقتدرة وكل هذا بفضل الله وعونه، وهو أيضا تمظهر واضح للإنجاز الذي ستتواصل حلقاته وتتكامل في معركة البناء والدفاع عن الحق وفرض السيادة بإذن الله.

 

تحقق كل هذا وتعاظم وتطور برعاية الله وتحت وطأة حرب شعواء وغاشمة سحقت الحجر والبشر والشجر بالصواريخ والقنابل والأسلحة الفتاكة والمدمرة، وأكملت سحق ما تبقى بالحصار والتجويع وتدمير المعائش ومقومات الحياة، وما تحقق في هذا الجانب لم يكن تجربة فحسب بل مدرسة يجب الأخذ بدروسها، وفي ذلك أمل يفتح الأفاق نحو عبور أوسع وأشمل من واقع الضيق والأزمات والحصار إلى فضاء الانتصار في البناء في مختلف المجالات.

 

كل الشعوب والأمم عبرت تحولاتها العظيمة من اللحظات الحرجة التي واجهتها، حين طوعت المستحيل وحولته إلى فرص للبناء والنهوض، ونحن شعب توكل على رب السماوات والأرض وتوكل عليه ووثق به، وهذا هو أساس تفوقنا وهو نقطة قوتنا واقتدارنا، حققنا كل هذا من بين الركام وانقاظ الدمار بحمد الله.

 

ساحاتنا اليوم موحدة بحمد الله وتوفيقه، ساحاتنا اليوم حصينة وقوية بفضل الله، ومليئة بدروس الكرامة والفضل والعطاء، ساحاتنا آمنة مستقرة، فيما الآخرون ممزقون يحتربون يوميا كشراذم متشظية في بعضها تقتتل ببنادق المشغلين في الشوارع والنقاط والمعسكرات والمدن والمؤسسات، لا ساحاتهم توحدت ولا أحوالهم صلحت، خسروا دنياهم وآخرتهم.

 

لا بد أن نستمر ونواصل طريقنا نحو الانتصار الكبير، وأن نفخر بصمودنا الذي حققناه بعون الله في حرب الثمانية أعوام، ونستثمر بإنجازاتنا بتعزيز ثقتنا بالله، وبمزيد من التحرك والانطلاق، بمزيد من الإنجازات، وبالأمل في أن النصر قريب وهو حليف الشعب اليمني بإذن الله، وبالعمل على ما يحقق ذلك.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com