الصمود حتى النصر

بعد تقرير “الأكونوميست”.. لماذا تتعمد أمريكا إهانة السعودية؟

الصمود | “محمد بن سلمان: طاغية في الصحراء”، هذا هو العنوان الذي إختارته مجلة “إيكونوميست” لمراسلها في الشرق الأوسط، نيكولاس بيلهام، والذي تضمن معلومات، عن طبيعة شخصية محمد بن سلمان منذ أن كان طفلا وإلى الآن، واغلب تلك المعلومات كانت مهينة الى حد كبير.

المجلة لم تكتف بالاهانات التي وجهتها الى شخص ابن سلمان وسلوكياته، فقامت بنشر صورة لتقريرها، عبارة عن رسم لرأس يعتمر عقالا بشماغ أحمر، متصل به فتيل مشتعل، وكأنه قنبلة قد تنفجر في إي لحظة.

إنقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ما جاء في مجلة الإيكونوميست، هناك من اعتبر انها تصف واقعا، وهناك من طلب أن تعتذر عن عنصريتها تجاه السعوديين، ولربطها “العرب بالإرهاب”.

ما فعلته مجلة الإيكونوميست، فيما يخص تصوير العقال العربي على أنه قنبلة موقوتة، هو عمل عنصري بغيض يعكس حجم الحقد المرضي الذي يكنه الغرب، ليس للعرب، بل للاسلام، وهو حقد سيبقى ينخر عقل وقلب هذا الغرب، مادام يرى في الاسلام السد المنيع الذي يحول دون اخضاع المسلمين لإرادته.

ولكن فيما يتعلق الامر بموقف المجلة من شخص ابن سلمان والسعودية، فإن الامر يختلف كليا، فالتعامل الغربي الاستعلائي والفوقي والعنصري مع السعودية، ليس جديدا، وجانب كبير من هذا السلوك الامريكي المتعجرف والوقح ازاء السعودية، هو ردة فعل امريكية ازاء تصرف المسؤولين السعوديين انفسهم، فكلنا يتذكر كيف تعامل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب مع الملك السعودي، وهو تعامل اثار حفيظة حتى أشد المنتقدين للسياسة السعودية في المنطقة، إلا ان امراء ال سعود لم ينبسوا ببنت شفة، و زادوا على ذلك عندما إستقبلوا ترامب استقبال الفاتحين، ومنحوه،على طبق من ذهب، نحو نصف ترليون دولار.

عندما تنخرط السعودية، ودون ادنى تحفظ في تنفيذ المخططات الامريكية ضد دول المنطقة، مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين وافغانستان و..، وتتحول الى سمسار لتطبيع العرب مع “إسرائيل”، وكأن الاوامر الامريكية وحي منزل، لا يحتمل النقاش ناهيك عن الاعتراض، عندها تفقد السعودية إي ثقل لها لدى دوائر صنع القرار في واشنطن.

نتمنى على القيادة السعودية، الا تمر مرور الكرام من امام إهانات الايكونوميست وتبلعها، والا تبررها بتبريرات لا تستر النظرة الدونية التي تنظر بها امريكا للسعودية، وان تحاول ولو لمرة واحدة، ان تثأر لكرامتها وترد الصاع الامريكي، على الاقل بصاع مثله، وذلك عبر بناء علاقات طبيعية، تفرضها الجيرة والدين والمصالح المشتركة، مع دول المنطقة، وعلى راسها ايران، عندها ستفكر امريكا كثيرا، قبل ان تتعامل مع السعودية بإستصغار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com