الصمود حتى النصر

قائد الثورة: محافظة الجوف مهيأة لتكون في الصف الأول للنهوض بالوطن

الصمود | كد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن محافظة الجوف مُهيأة لتكون في الصف الأول على مستوى الإسهام النهضوي في البلد.

وأوضح قائد الثورة خلال لقائه امس الاربعاء وجهاء وأبناء محافظة الجوف، أن المحافظة حرمت من الدور الذي يمكن أن تقوم به على مستوى الوطن لأنها مهمة ومؤهلة ومهيأة لأن تكون في الصف الأول والإسهام النهضوي والحضاري والزراعي والنهضة الاقتصادية والنهضة الشاملة في كل المجالات.

وقال” نتحدث معكم في هذا اليوم فيما يتعلق بشؤون هذه المحافظة وأبنائها الأعزاء، محافظة الجوف التي هي من أهم محافظات اليمن وأبناؤها من كرام وأعزاء اليمن، المحافظة التي كانت مظلومة ومحرومة على مدى عقود من الزمن وتعامل معها النظام السابق وفق السياسات الخارجية التي كانت تدفع إلى الحرمان للمحافظة والحرمان لأبنائها أكثر من بقية المحافظات اليمنية”.

وأشار إلى أن النظام السابق كان يهتم أكثر من أي شيء بالمكاسب الشخصية والحزبية، لأشخاص معينين أو جهات معينة على رأس هرم السلطة، فيما اليمن يعاني من الحرمان والتخلف والضعف مقارنة بالفرص الممكنة والثروة الوطنية المتوفرة التي لو تم العمل عليها بأمانة ومسؤولية لغيرت من واقع البلاد وظروفها.

واستدرك قائلاً” لكن السياسات كانت قائمة على الحرمان وعدم الاستثمار الصحيح للثروة الوطنية لخدمة أبناء الشعب، وتفاوتت هذه المسألة ما بين محافظة وأخرى، فكانت الجوف من المحافظات الأكثر حرماناً ومعاناة وإهمالاً على مستوى البنية التحتية والخدمات، ومن أكثر من المحافظات، مظلومية مقارنة بغيرها من المحافظات”.

وأضاف” الجوف من أكثر المحافظات التي عانت ولم يهتم النظام السابق بالاتجاه إلى بناء هذه المحافظة وأهلها بما يتوفر فيها من قدرات وخيرات، والتي لو كان هناك عمل جاد أو تحرك صحيح لغيرت واقع المحافظة ولجعلتها مساهمة في نهضة الوطن”.

وأفاد قائد الثورة بأن محافظة الجوف، عانت من الحرمان في التعليم إلى حد كبير وبأكثر من غيرها من المحافظات، وعلى مدى عقود من الزمن لم يهتم النظام السابق بأبناء المحافظة في النهضة العلمية والحضارية والعمران والتطور والنماء والازدهار والقوة والنماء وغير ذلك.

وقال “على مستوى المشاكل القبلية والأمنية بين أبناء هذه المحافظة، كانت سياسة النظام السابق هي إذكاء الفتنة والعمل على بقاء المشاكل قائمة بين قبائل المحافظة، بل وأحياناً دعم هذه المشاكل بأسلوب خفي لكي تستمر وتستنزف أبناء المحافظة اقتتالا وصراعاً وتناحراً وانعداماً للأمن والاستقرار”.

ولفت إلى أن المعاناة التي يعاني منها أبناء المحافظة ليست جديدة أو مستجدة، نتيجة سياسة جديدة إنما هي معاناة قديمة وطويلة وحرمان تسبب في معاناة أبناء هذه المحافظة في التعليم والأمن والنهضة الزراعية وفي كل المجالات، وحرمت من كل ما ينفع أبنائها ويعود بالصالح العام.

وأضاف” عندما أتى العدوان كان مركزا على المحافظة لاحتلالها والسيطرة المباشرة عليها وسعى لتحقيق هذا الهدف بالسعي للاستقطاب من داخل المحافظة للمقاتلين مقابل شيء من المال وخلخلة أبنائها ليكونوا متفرقين، مما يسهل عليه احتلالها من خلال الاعتماد على الخونة والمرتزقة الذين وقفوا معه ضد وطنهم بالإغراءات، واستغلال الظروف الصعبة والقاسية والمعاناة المعيشية، أو تحت عنوان الاستهداف التكفيري الذي يسعى لتحريض أبناء الوطن ضد بعضهم البعض من خلال التضليل والتكفير والدعايات والتحريض الطائفي”.

وأشار السيد عبدالملك الحوثي، إلى أن معاناة المحافظة كبيرة سابقاً وحاضراً، كما أن الإجرام الكبير لتحالف العدوان في استهداف المحافظة بجرائم إبادة جماعية في الأعراس والمناسبات والأسواق معروفة ويتذكرها الجميع.

وتابع ” نحن في هذا البلد في كل المحافظات واجهنا بشكل مشترك الحرمان في الماضي والاستهداف المعادي الخارجي نتيجة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي يوالي وينسق مع الصهيونية والعدو الصهيوني في استهداف الشعب والبلد”.

ومضى قائلاً “نحن في مواجهة التحديات وما نعيشه من معاناة نتيجة للحرمان والسياسات الخاطئة في الماضي، ونحن أمام الواقع وقد تحركنا منذ البداية تحرك كل أبناء البلد وأحراره في مختلف المحافظات ومنها محافظة الجوف التي قدمت الآلاف من الشهداء وأسهمت بعطائها في النهوض بمسؤولية التصدي للعدوان وأثبتت وفائها مع وطنها وشعبها وأمتها وقيمها ومبادئها وتاريخها المشرف”.

ولفت قائد الثورة إلى أن الجميع معني بمواصلة المشوار والتحرك بكل جدية لأن أهداف الأعداء، هي احتلال الوطن ومحافظاته والسيطرة عليه .. وقال” عندما يضعون محافظاً في أي محافظة، كما عملوا سابقاً في الجوف، تم تعيين محافظاً وإلى جانبه ضابطا سعودياً ومجموعة من الضباط من الاستخبارات السعودية ليكون المحافظ واجهة فقط، أما الأمر والقرار والأمن والتحكم والسياسات، هي للخارج للأجنبي والسعودي والإماراتي الخاضعين للأمريكيين والإسرائيليين وتنفيذه أجندة العدو الصهيوني”.

ولفت إلى أن الاتجاه لاحتلال الوطن، هي سياسة وهدف رئيسي للأعداء بأن يحتلوا الوطن ويتحكموا في أبنائه وأن يكون شعبا بلا استقلال، وإنما يخضع مسؤولوه للخارج وللسيطرة الأجنبية للسعوديين والإماراتيين ومن فوقهم الأمريكيين والإسرائيليين .. مؤكداً أن الأعداء لا يريدون الخير للشعب اليمني العريق الذي له شرف كبير في الانتماء الإيماني.

وتساءل قائد الثورة ” هل يليق بأن يكون الشعب اليمني بكل محافظاته وبتاريخه العظيم وانتمائه الإيماني وبحضارته على مر التاريخ خاضعا للاحتلال، وبلداً ووطنا محتلاً وأن تصادر كرامته واستقلاله وحريته وأن يخضع شعبه للدول الخارجية للسعودي والإماراتي ومن فوقهم الأمريكي والصهيوني وأن يكون شعبا بلا إرادة ولا قرار وأن يهيمن عليه أعداء الأمة الإسلامية من خلال عملائهم في الدول الإقليمية والمجاورة، هل من الممكن أن نقبل بذلك؟.”

وأضاف” لو قبلنا بذلك لكان انقلابا على انتمائنا الإيماني، لأن في مقدمة الإيمان ومبادئه وأسسه ألا نخضع إلا لله وألا نخضع لأعداء الأمة وعملائهم في الدول والبلد، ولا نطيعهم ولا نمكنهم من السيطرة علينا والتحكم بنا واستغلالنا”.

وأردف قائلاً:” يكفيهم ما عملوا بالمحافظة من حرمان ومؤامرات على أبنائها وإثارة الفتن بينهم، وانعدام الأمن في المحافظة، وهي من أهم المحافظات التي من الممكن لو توفر الاهتمام الكافي بها أن تنهض وتزدهر لتكون من أحسن المحافظات في ازدهارها الاقتصادي والنهضوي والزراعي”.

وقال” يعرف الأعداء عن محافظة الجوف، أنها غنية بالنفط وهمهم نهب نفطها وثرواتها ويعيقوا ويمنعوا نهضتها الزراعية ويحاولون أن يبقى أبناء المحافظة في صراعات ومشاكل تحت أنواع العنوانين والمسميات والإشكالات التي تختلق هنا وهناك وتوظف المشاكل لتحقيق ذلك الهدف”.

وتابع” نحن شعب عزيز يأبى الهوان والمذلة وسيطرة الشعوب عليه، ولو قبلنا بالاحتلال والسيطرة، من أعدائنا القتلة والمجرمين، لكان ذلك هوانا فلا يقبل بمصادرة الحرية والكرامة إلا شعب ذليل، فقد عزته وكرامته ونحن شعب الإيمان والعزة من الإيمان”.

وأوضح أن الشعب اليمني وقف للتصدي للعدوان ووقف أحرار محافظة الجوف مع شعبهم ووطنهم أوفياء فاندحر الاحتلال من هذه المحافظة، نتيجة الموقف المشرف لأبنائها ووفائهم .. مؤكداً أنه لولا وفاء أبناء الجوف وكرامتهم وعزتهم وصدقهم لما تحررت المحافظة ولما اندحر العدوان والاحتلال الأجنبي وعملائه منها.

وأشاد السيد عبدالملك الحوثي بدور أبناء هذه المحافظة .. وقال” نعلن لهم هذا الجميل والوفاء والشرف الكبير والمصداقية بالانتماء للوطن والشعب وأصالتهم على مر وطول التاريخ في التصدي للغزو الأجنبي”.

وأضاف” اليوم وقف أبناء الجوف كما وقف آباؤهم وأجدادهم بكل شرف ووفاء وثبات مع شعبهم ووطنهم وآن الآوان أن نواصل المشوار بمحافظة الجوف وفي كل المحافظات الحرة لنعزز هذا الصمود والثبات والعمل على النهضة التي يخاف ويقلق منها الأعداء ويسعون لإعاقتها”.

وشدد على ضرورة التحرك في الاتجاهين والعنوانين، وفقاً للشعار الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد “يد تحمي .. ويد تبني ” من خلال بناء القدرات العسكرية والأمنية وتعزيز عوامل الصمود في كل محافظة من المحافظات وفي مقدمتها الجوف التي يستهدفها ويركز عليها الأعداء على احتلالها والسيطرة عليها وبناء عوام الثبات بالتجنيد في الجيش والحفاظ على الأمن والاستقرار.

وتطرق قائد الثورة، إلى أن الكثير من أبناء المحافظة وقفوا في كل المراحل الماضية في التصدي لكل محاولات الأعداء ولكن تبقى المسؤولية على أبناء المحافظة الأحرار والأوفياء واهتمامهم مستمراً في الدفاع عن المحافظة وأن يكونوا هم المعنيون بالدرجة الأولى للقيام بهذا الدور وإلى جانبهم بشكل أساسي الدولة والجيش وكل أحرار الوطن.

وأكد على ضرورة الاهتمام بالجانب الأمني في الالتحاق بالأمن والتجنيد في إطاره والتعاون مع الأمن لأن الأمن والاستقرار لن يتحقق لهذه المحافظة، إلا بتعاون أبنائها وقبائلها الحرة والوفية .. موضحاً أن العدو أكثر ما يركز عليه استهداف المحافظة أمنيا من خلال إثارة الفتن والمشاكل بين أبنائها.

ولفت إلى أن تحالف العدوان يريد أن يبقى الاقتتال بين أبناء المحافظة وقبائلها مستمراً، ويسعى بطريقة خفية وأساليب خبيثة ويستغل عملائه الذين يتواصل بهم ويشجعهم على إثارة الفتن لأنه لا يريد أن يستتب الأمن بمحافظة الجوف ويستقر وضع أبنائها ويتفرغوا للنهضة الزراعية والعمرانية والمعيشية.

ودعا قائد الثورة، أبناء المحافظة إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لوضع حد للممارسات الإجرامية من قبل العصابات التي تستهدف المسافرين والحركة التجارية للبضائع .. مشيراً إلى أن العدو يستهدف محافظة الجوف وأبنائها من خلال نشر المخدرات كما يعمل في صعدة ومحافظات أخرى، ليجعل منها بؤرة للتهريب والإتجار بالمخدرات والحشيش.

وبين أن الجوف من أهم المحافظات المهيأة للنهضة الزراعية والتي من شأنها أن تغير واقع المحافظة وأبنائها من البؤس والحرمان إلى اليسر وسعة الزرق، ما يستدعي تعاون أبناء المحافظة والجهات المعنية في الدولة وفي المقدمة اللجنة الزراعية والسمكية العليا بدئاً بتشكيل جمعيات زراعية من أبناء المحافظة.

وحث على التوجه لإحياء الأرض والزراعة وفي المقدمة زراعة القمح .. مبيناً أن الجوف من أفضل المحافظات لزراعة القمح لما يتوفر فيها من ظروف ملائمة للزراعة كالأراضي الخصبة والشاسعة والمياه الجوفية فضلاً عن توفر كل المقومات الرئيسية للزراعة بإشراف رسمي، من الدولة واللجنة الزراعية بالشراكة مع القطاع الخاص في تطوير الزراعة والري الحديث والجودة في الإنتاج الزراعي وتقليل الكلفة.

ودعا إلى تنظيم عملية التسويق للمحاصيل والمنتجات الزراعية والتعاون بين أبناء المحافظة والجهات ذات العلاقة في هذا الجانب .. وقال” سنعمل على دفع الدولة والجهات المعنية لهذا الموضوع ونأمل التعاون والتحرك الكبير من قبلكم”.

وأضاف” من الأمور المهمة لمحافظة الجوف العناية بالتعليم الذي حرمت منه سابقاً، فلابد من الاهتمام بالتعليم في التخصصات والمجالات المختلفة من العلوم الدينية من خلال الإلتحاق بالأكاديمية العليا للقرآن الكريم وتعلم العلوم الزراعية والطبية وغيرها”.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على ضرورة الحرص وحدة الصف والتعاون بين أبناء المحافظة وتعزيز الأخوة ووضع حد لمشاكل الثأر بينهم والوفاء بالصلح الذي تم إعلانه بعد تحرير مديريات ومناطق المحافظة من الاحتلال والالتزام ببنوده والحذر من أساليب العدو في إثارة الفتن بين أبناء المحافظة.

وأكد على المسؤولين في المحافظة في كل مواقع المسؤولية أن يكونوا إلى جانب أبناء الجوف وقريبين منهم وحاضرين ومتواجدين ومهتمين بأداء واجباتهم تجاه المحافظة وأبنائها والحذر من الغياب الطويل والإخلال بمسؤوليتهم والبعد عن الناس”.

وشدد على ضرورة بذل الجهود لخدمة المحافظة والاهتمام بأبنائها في كل المجالات لإعادة المحافظة كما ينبغي أن تكون حاضرة في الصدارة وقائمة بدورها النهضوي ومساهمة في كل المجالات بما يتناسب مع مكانة أبناء المحافظة وأخلاقهم وقيمهم ومقدراتهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com