الصمود حتى النصر

الهدنة وغموض المسارات

مقالات|| الصمود|| أحمد الزبيري

على وقع الحرب الأطلسية الروسية في أوكرانيا جاءت أعاصير اليمن التي استهدفت بدرجة رئيسية المنشآت النفطية السعودية، وجاءت الهدنة بشكل سريع لتلبي حاجة أمريكية وبريطانية وغربية وسعودية وإماراتية.

 

والتخريجة الأممية ما كان لها أن تكون لولا كلما سبق مضافاً إليه الحاجة لخلط الأوراق وإعادة ترتيبها وفقاً لمخططات التحالف وهذا مرتبط بمسرحية اجتماع الرياض والتي انتهت باستبدال الرئيس الشرعي المزعوم بمجلس قيادة رئاسي فضح حقيقة من يمنح الشرعية ومن يسحبها خاصةً وأن اجتماع الرياض لا يمكن أن يعطي شرعية ومن أضفى الشرعية على مجلس القيادة الرئاسي في الحقيقة ما يسمى بالمجتمع الدولي.

 

عموماً الهدنة لم تكن كذلك وطيران تحالف العدوان المسير والحربي مستمر والزحوفات من قبل تحالف العدوان ومرتزقته لم تتوقف وميناء الحديدة لم تدخل إليه المشتقات النفطية وفقاً لما أتفق عليه، والقرصنة مستمرة، ومطار صنعاء كذلك والرحلات لم تبدأ إلا قُبيل انتهاء هدنة الشهرين، ولعلى إسقاط طائرة مسيرة وسط صنعاء يكشف طبيعة هذه الهدنة المزاجية من تحالف العدوان والأمم المتحدة.

 

اللافت مع اقتراب نهاية الهدنة بدء مفاوضات الأردن بفتح المعابر والطرقات في تعز والمحافظات اليمنية وهي قضية مؤجلة مع جملة من القضايا بينها الملف الاقتصادي والأسرى وملفات أخرى تم الاتفاق عليها في ستوكهولم والذي هو مثل هدنة عمان مع فارق قوة الردع اليمنية ومتغيرات الوضع الدولي المرتبطة بالعملية الروسية في أوكرانيا والمواجهة مع حلف الأطلسي.

 

لا ندري إلى أي مدى تسهم تطورات هذه المتغيرات في تمديد الهدنة وحلحلة الملفات لا سيما الملف الاقتصادي وعنه يجري تداول أخبار حول إعادة توحيد البنك المركزي وصرف المرتبات، وهذه الاخبار غير قابلة للتصديق إلا في حالة بروز واضح لمصلحة أمريكية بريطانية غربية من الذهاب إلى حل سياسي يُعد غامضاً حتى الآن إن لم يكن التفاوض مع السعودية والإمارات وهو الذي سيفتح الباب لحوارات يمنية – يمنية جادة.

 

على الصعيد الاقليمي تبرز حاجة لدى اللاعبين الاقليميين إلى التبرير والتهدئة حتى يتبين الوضع العالمي إلى أين ذاهب وتستثنى من هذا تركيا التي ترى في ما يجري بين روسيا والغرب فرصة لتحقيق جزء من مخططاتها في سوريا والعراق.

 

المرجح وفقاً للعبة الأردن التي يديرها المبعوث الأممي أن الهدنة ستمدد وسيتضح أن ما يجري من فتح المعابر والملف الاقتصادي سوف يتراجع إذا ما حصل التمديد، وكأن المسألة كلها تتمحور حول تمديد الهدنة.. أسئلة كثيرة تُطرَح ومن ظاهر الأمور لا إجابات ونترك ذلك للأيام القادمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com