الشعوذة الأمريكية في مفاوضات فيينا

الصمود../

يحاول الأمريكيون طرح مطالب جديدة وتعجيزية على طاولة المفاوضات الجارية في فيينا بين إيران ودول 1+4 لحرف مسارها للتهرب من استحقاق اتخاذ القرار السياسي الواجب والمطلوب للتوصل إلى اتفاق.

ويمكن القول ان المطلب الروسي الأخير بضرورة أخذ الضمانات لعدم عرقلة التعاون الروسي مع إيران مستقبلاً قد أدخل مطلبا جديدا إلى طاولة البحث لكن العقدة الرئيسية للمفاوضات كانت ومازالت عدم قيام واشنطن بحسم قرارها السياسي والإستجابة للمطالب الإيرانية المنطقية.

وفيما لم تعطي واشنطن جوابا واضحا ومقنعا للمطالب الإيرانية الأربعة المطروحة منذ بدء المفاوضات في فيينا، فانها تنتهج استراتيجية متعددة الأوجه للهروب من مواجهة الحقيقة واتخاذ القرار السياسي المطلوب.

ان قيام الأمريكيين ومعهم الأطراف الغربية للترويج لمقولة وصول المفاوضات إلى نهايتها والتوصل إلى النص النهائي للاتفاق إلى جانب ربط التعقيد الموجود في المفاوضات بالمطلب الروسي الجديد لاعفاء موسكو من الحظر ودعم إيران للمطلب الروسي، يدخل كله في اطار محاولات عدم الإستجابة للمطالب الإيرانية المشروعة والمنطقية.

وفيما يحاول الأمريكيون تحميل المطلب الروسي مسؤولية تعقيد المفاوضات، يستمرون من جهة أخرى إلى خلق ضجيج وضباب إعلامي عبر استخدام امبراطوريتهم الإعلامية الرسمية وغير الرسمية لممارسة “الشعوذة” واثارة الرأي العام واثارة الأجواء للضغط على أعصاب المفاوضين لاجبارهم على اتخاذ القررات فقط في الإطار الذي يرسمه الأمريكيون.

والآن قد بات واضحا جدا بأن وضع المهل الزمنية المصطنعة والعديدة والمناورات الإعلامية المتكررة لترك طاولة المفاوضات من قبل المسؤولين الغربيين وازدياد الضغوط الإعلامية الهائلة لم يفلح في ثني المفاوضين الإيرانيين عن مواصلة مطالباتهم ورعاية خطوطهم الحمراء الثابتة وغير القابلة للتغيير.

واليوم أصبح الإتفاق أكثر من أي وقت مضى، في متناول اليد أو بعيد المنال، في آن واحد.

وستكشف الأيام القادمة عن مدى استعداد الأمريكيين لوضع سلوكهم “المؤذي” جانبا واتباع نهج بناء من أجل التوصل إلى اتفاق قوي، أم استمرارهم في عقد الآمال على تأثير ألاعيبهم الخارجة عن نطاق المفاوضات من أجل انتزاع النقاط والاستمرار في أداء دور المعرقل للاتفاق.