الصمود حتى النصر

عن دربك لن نحيد

مقالات | الصمود | كتبها : علي الشرجي

 لا يوجد اعتزاز وفخر وحفاوة وابتهاج بالشهيد كما في اليمن، وأعني باليمن العاصمة صنعاء والمحافظات المحررة من دنس الغزاة وأذنابهم من المرتزقة.
* جولة واحدة في بعض رياض الشهداء في صنعاء تجعلك تعيش الدهشة والانبهار لروعة التنظيم وهيبة المكان والزمان والحدث و- ربما – تتمنى أنك واحد من بينهم، أي الشهداء الأبطال.
* جموع الزائرين لرياض الشهداء يتسابقون لزيارتها وإلقاء السلام عليهم – رضوان الله عليهم جميعاً – في الذكرى السنوية للشهيد التي تحولت إلى كرنفالات اعتزاز وافتخار ومناسبة دينية وثقافية لتعريف من يجهل منزلة الشهداء وعظمة الشهادة في سبيل الله والوطن ونصرة الدين وآل البيت الطيبين الأخيار، أمناء الرسالة المحمدية من عوامل التشويه والانحراف، خاصة في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، حيث كثر فيه أدعياء الدين وتنافرت المذاهب وتعددت المآرب.
* إن فعاليات الذكرى السنوية للشهيد لم تأت للبهرجة أو المزايدة السياسية والإعلامية بل لها أساسها المتين ورسالتها الهادفة وعناوينها ومضامينها الدينية والفكرية والاجتماعية بالغة الأهمية والمدلولات.
* فعاليات الشهيد اعتراف وإنصاف لكل شهيد وبطل، لنقول له: إنك حي عند الله وحي في نفوسنا وضمائرنا ووجداننا الوطني الجامع، وإن دمك لم ولن يذهب هدراً، وإن لك يا شهيد ملايين الأهل والأحباب يعشقون دربك، ويدعون لك سراً وعلانية ويحفظون اسمك عن ظهر قلب ومثلك لا ينسى أبداً.
* فعلاً.. إن الشهادة في سبيل الله والوطن والمستضعفين، هي أرقى مراتب الإيمان والإحسان، مرتبة تجعلك تتمنى وتطمح أن تنالها وأن تتوج حياتك الدنيا بها بعد طول صمود وجهاد.
* ليس هناك أغلى ما يمكن أن تجود به في سبيل الله والوطن كالتضحية بالنفس وتقديم الروح والدم رخيصة، تقرباً لله وافتداء للشعب والوطن والحرية والاستقلال.
* فمن يدفع ضريبة الدم ليس كمن يدفع ضريبة المال، ومن يستبسل في الجبهات ويستشهد ليس كمن يتدثر بالشعارات والغوايات ومعسول الكلمات.
* لذلك فأسر الشهداء يستحقون المزيد من الاهتمام والرعاية ويستحق الشهداء مزيداً من التخليد والاحتفاء على الأقل من خلال تسمية الشوارع والمدارس والمستشفيات والمراكز والجامعات والقاعات الدراسية والمعسكرات والألوية والكتائب، وأن يكون للشهيد حيز مناسب في المناهج الدراسية لتعظيم وترسيخ منزلة الشهادة والشهداء في عقول النشء والشباب.
* وليس من المبالغة أو فائض القول الحديث عن مآثر شهداء اليمن في مواجهة أعتى عدوان وأبشع حصار طيلة سبع سنوات، سطر خلالها آلاف الشهداء أبلغ المواقف الإيمانية والوطنية وأعظم البطولات الفدائية والتي بحق وحقيقة عزا ونصراً وقوة وصموداً سيستمر إلى ما شاء الله وشاء الشعب المجاهد بصور وعناوين شتى.. وفاء للشهيد ولقضيته العادلة والمشروعة.
* سلام الله على كل الشهداء .. ولبيك يا شهيد عن دربك لن نحيد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com