الصمود حتى النصر

الاهتمام بأسر الشهداء واجب ديني ووطني مقدَّس

بتضحياتهم ننعم بالأمان ونحيا عهد الحرية والاستقلال

تضحيات تلو تضحيات يسطرها شهداؤنا في مختلف الجبهات، وبكل صبر وثبات واحتساب تقابل أسرهم غصة رحيلهم ووداع فلذات أكبادها في سبيل الله والوطن،، وأمام تلك البطولات فما جزاء الإحسان إلا الإحسان إلى تلك الأسر الثابتة بعطاءاتها والالتفات لمعاناتها واحتياجاتها وتوفير أساسيات العيش الكريم لها ولأبنائها كواجب ديني ووطني..
استطلاع  / أسماء البزاز

الصمود| قرابة أربعة أعوام لم تعلم أسرة الشهيد البطل محمد خيران عنه أي شيء، انقطعت أخباره واتصالاته في منطقة كيلو 16 في محافظة الحديدة، مرت تلك الأعوام على أسرة الشهيد بمزيج من الأسى والحيرة والفرقة والظنون، فلم يعلم أحد أهو أسير حرب أم جريح أم شهيد أم مفقود، زوجته وأبناؤه وأهله وذووه الكل بلا استثناء ينتظرون عودته بكل لهفة وشوق.
وما إن يسمع أهله عن أي عملية لتبادل الأسرى حتى يبحثون بين الأسماء والأخبار ويسألون الجهات المعنية عن عملية التبادل عن اسمه لتقرّ عين والدته وتعود الحياة إلى زوجته وأبنائه برؤيته ولكن كل مرة يصابون بخيبة أمل وتعتصر قلوبهم غصة ما كان لها أن تطيب ألا برؤيته.
انسحبت قوات العدوان من منطقة كيلو 16 وبانت الحقيقة وظهر الأمر ليتبين أن هذا البطل المجاهد قد استشهد منذ أربعة أعوام وهو في قلب المعركة يجاهد ويدافع عن أرضه وعرضه بل كان في خط الهجوم الأول بكل شجاعة واستبسال مواجها العدو وجها لوجه بسلاحه الذي أطلق كل ما بحوزته من رصاص وذخيرة لينتهي مشواره الجهادي بقنصه غدراً من أحد مرتزقة العدوان ارتقت به شهيداً مع الصديقين والشهداء والأنبياء فسلام الله عليه وعلى روحه الطاهرة.

صبر واحتساب
مازن الجبلي هو الآخر أربعة أعوام لم تعلم أسرته عن مصيره بعد جهاده في منطقة كيلو 16، ظنت أسرته أنه أسير أو ربما جريح وكل يوم ينتظرون عودته بفارغ الصبر، مرت السنوات على هذا الأمل ولكن القدر لا يعرف الأمنيات وشاء أن يصطفيه الله شهيدا.
حيث تم التعرف عليه بعد فتح منطقة كيلو 16 هو ورفاقه بعد أن منعت قوى المرتزقة انتشالها ووقوعها في خط التماس مع قوى العدوان على مدى أربعة أعوام!!
وأمام هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها شهداؤنا ودفعت ثمنها أسرهم بكل ثبات وصبر واحتساب أين يكمن دور المجتمع في ايفائهم عطاءاتهم وتضحياتهم..
شهداؤنا العظماء تضحيات عظيمة وعهد حرية وكرامة جديد.

يعشقون الشهادة
الشيخ عبد الرحمن مكرم _ عضو مجلس الشورى يقول: هاهي ذكرى الشهيد تطل علينا، ذكرى عظيمة نستعيد فيها ذكرى أبطالنا العظماء وشهداءنا الأبرار، ومن خلال الاحتفاء بهذه الذكرى فإننا نجدد العهد ونؤكد لشهدائنا الأبرار أننا على نفس النهج سائرون وعلى الدرب سنواصل حتى تحرير كل شبر في الأرض اليمنية.
مبينا أن إحياء الذكرى في كل عام من قبل القيادة والشعب يجسد اسمى معاني الفداء والتضحية في سبيل الله والدفاع عن الوطن ورفع رايته، والدفاع عن أرضه وسمائه، وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق أهداف الأمم الطامحة إلى الحرية والاستقلال؛ لذلك فإن صور وأسماء الشهداء تبقى خالدة في ذاكرة الأوطان والشعوب، وتضحياتهم تبقى ماثلة في وجداننا وأذهاننا ونحمل كل المحبة والعرفان لهم ولدمائهم الزكية التي روّت ثرى الوطن وجسدت أروع ملاحم البطولة والإباء.
وقال إنه لم تكن توجيهات القيادة الثورية ممثلة بالقائد الفذ والمجاهد المحنك السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لإحياء هذه الذكرى في كل عام عبثاً أو ليكون مجرد يوم عابر في حياتنا ويمضي كباقي الأيام وإنما جاء للاعتزاز بأسر الشهداء وبتضحياتهم وفضلهم العظيم في القدوة والتضحية وتقديم فلذات أكبادهم مجاهدين أشداء يدافعون عن شرف الوطن وكرامته، ويتوجب علينا جميعاً دولةً وشعباً أن نؤكد الاهتمام ورعاية أسر الشهداء وتفقدها لتحقق اكتفاءها الذاتي، وكذلك رعايتها تنمويا وتثقيف أفرادها بحسب توجيهات قائد الثورة القرآنية الذي دائماً ما يوصي ويكرر بوجوب برعاية أسر الشهداء والاهتمام بأفرادها في كل نواحي الحياة، كما شدد على أهمية أن تحظى أسر الشهداء بالاحترام والتقدير لعطائها وتضحياتها وكذا في ظل الذكرى السنوية للشهيد الاهتمام بالفعاليات والمناسبات والتقدير المجتمعي لهذا العطاء والأسر المضحية وعرفانا بالفضل الذي قدمه الشهيد، والمنزلة التي يحتلها لدى الناس جميعا، ووفاء للدماء والأرواح التي ارتقت في سبيل الله.
وأضاف: حقيقة لا ينكرها إلا جاحد فإن الملاحم الجهادية التي يسطرها أبطالنا في الجبهات والميادين القتالية نستلهم منها العديد من الدروس والعبر فنحن كأمة تعشق الشهادة والشهداء، وتربت على الفضيلة وثقافة العطاء، وتقدم أغلى ما لديها من خيرة الشباب لهي أمة موعودة بالنصر، مباركة بالأجر، مطرّزة بوشي المجد، متوجة بالحرية والكرامة، وحسبنا كأمة أن نعلم مكانة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى وما يحظى به الشهيد من جائزة عظيمة يقدمها له عظيم السماوات والأرض حين وجه خطابه لنا كخلقه يوصينا بأن نسعى للشهادة والاستشهاد في الدفاع عن أوطاننا وعن أعراضنا وحريتنا واستقلالنا.

لكل أسرة شهيد سلام
فضيلة العلامة حسين السراجي بين أنه و في الذكرى السنوية للشهداء تبدو اليمن كأعظم مجتمع يقدم نماذج الشهداء ويرعى ثقافة الجهاد ويُحيي قيم الاستشهاد في العالم ها نحن نحيي ذكرى الذين صنعوا التاريخ وخلدوا الذكر شهداؤنا الأحرار الأبطال . شهداؤنا الأبرار شهداؤنا العمالقة رموز الحاضر والمستقبل سلام الله ورضوانه عليهم .
وأضاف أن اليمنيين يصنعون التاريخ ويستعيدون الأمجاد بتضحياتهم وبسالتهم، بيوت قدَّمت كل رجالها .
وبيوت قدَّمت معظم رجالها وبيوت قدَّمت خيرة رجالها. وبيوت قدَّمت فلذات أكبادها. وبيوت قدَّمت وحيدها . وبيوت قدَّمت الرجال والنساء والأطفال . وبيوت ضحت بالتجارة والمال والمنازل .هذه البيوت تستحق التقدير والاحترام .
وتابع القول: آباء ارتقوا بإيمانهم وبذلهم . وأمهات سمت بوعيها وتضحيتها. وزوجات ظهرن بمنتهى الثبات والرضا .وأبناء جسدوا قيم العطاء .هؤلاء الآباء والأمهات والزوجات والأبناء يستحقون كل الرعاية وكل الاهتمام وعلى الجميع استشعار ذلك .فمناطقنا ومدننا قد تزينت باللوحات الخضراء من روضات الشهداء .
موضحا أن مسؤوليتنا تجاههم أن يتم الوفاء لهم وتكريمهم بما يرتقي إلى مستوى ما قدموه ، وأقل ما يمكن أن يقدم لهم هو التمسك بالمبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها وترسيخها في عقل ووجدان الأجيال وأن يحظى من تركوا خلفهم بالرعاية والعناية والاهتمام نظير ما قدمه أبناؤهم وآباؤهم وإخوانهم في كل مجالات الحياة وبما يعمق المعاني الإيمانية الأخلاقية والإنسانية ، وبما يحقق بناء شعب وأمة قوية بإيمانها وهويتها لتنطلق نحو بناء حاضرها ومستقبلها بثقة وعزة وكرامة .ومنها إقامة الفعاليات الخاصة بالمناسبة والمشاركة بفاعلية وزيارة العوائل الباذلة وروضات الشهداء وكل ما يتعلق بالذكرى ويرعى حقوق العظماء وذويهم .

على مختلف المستويات
الناشطة الحقوقية فايزة بسباس فتقول من جانبها: كل أسرة قدمت شهيداً في سبيل الله بنت لبنه في صرح الإسلام ووهبت لأمتها عزاً وكرامة وهناء يبرز الدور المجتمعي في رعاية أسرهم والاهتمام بأسرهم فأسر الشهداء هم أمانة في أعناقنا جميعا كمجتمع مسلم نتحمل المسؤولية أمام الله تجاه هذه الأسر في رعايتها في مساعدتها على المستوى الشعبي الاهتمام بهم على المستوى المادي مع الأسر ذات الظروف الصعبة وكذلك الاهتمام بحل المشاكل الاجتماعية التي قد تطرأ عليهم والعناية بأبناء الشهداء على المستوى التربوي ليتربوا تربية مباركة.
وقالت بسباس : وأيضا على المستوى الرسمي في كل مؤسسات الدولة يجب أن يكون هناك اهتمام أكثر بهم فنحن بإحياء هذه الذكرى نتذكر واجبنا جميعاً تجاه الشهداء وأسرهم وهي قليل من كثير من عظيم حقهم وما يجب علينا تجاههم فهم مدرسة متكاملة نعرف من خلالهم الإيمان وقيم الإسلام من عزة وإباء وصمود وثبات وتضحية وصبر وبذل وعطاء وسخاء وشجاعة هكذا هم شهداء الحق وحملة المشروع القرآني فهم بالنسبة لنا رواد في مدرسة العطاء والعزة والشموخ والثبات فسلام الله على شهدائنا وعلى أسرهم.

الوعي المجتمعي
الناشطة عفاف الصادق- أوضحت أن المجتمع هو الحاضن للأسر والأسر هي أيضا حاضنة للأفراد من خلال هذا الارتباط المجتمعي يكون التماسك والتعاون وعندما يكون المجتمع واعيا لمفهوم الشهادة وتضحيات الشهداء ويحمل رؤية روحية هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فإنه سيبادل العطاء بالعطاء ويرعى ويهتم بأسر الشهداء ويرعى أبناءهم وهذا ما نحاول جميعا الاستمرار عليه والمتابعة له طوال السنة ومهما قدمنا فلن نصل لدرجة إحسان شهدائهم فعلينا إكرام أبنائهم وإيثارهم وهذا اقل القليل في حقهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com