الصمود حتى النصر

تشكيلة الحريري الحكومية والفرصة الفرنسية الأخيرة قبل العقوبات

بيروت | الصمود | قدم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للرئيس اللبناني ميشال عون تشكيلة حكومية مؤلفة من 24 وزيرا، معتبرا أن هذه الحكومة قادرة على أن تقوم بالبلد وأن تبدأ بالعمل على وقف الإنهيار.

فور عودته من مصر ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري لقصر بعبدا مسلما رئيس الجمهورية ميشال عون تشكيلة حكومية مؤلفة من 24 وزيرا من الأخصائيين حسب المبادرة الفرنسية، وفي إطار المحاولة الأخيرة التي طلب تحقيقها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

وفيما كان سيناريو اعتذار الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة لا يزال مطروحا بجدية لكن ضوءا أخضر مصري سعودي يبدو أنه سيحدث فرقا في مسار المعادلات والفصول.

 

فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ​وخلال لقائه الحريري​ أكد دعم بلاده الكامل لمسار الأخير السياسي وجهوده لتشكيل الحكومة​ داعيا إلى تكاتف مساعي الأفرقاء في ​لبنان​ لتسوية الخلافات وإخراجه من الحالة التي يعاني منها حاليا.

 

وكشفت مصادر مصرية أن القاهرة ستعمل على وضع خارطة طريق لحل أزمة لبنان وستدعو دولا عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان.

 

لقاءات الحريري في مصر تزامنت مع لقاءات عقدها الرئيس عون في لبنان مع موفد الرئيس الفرنسي باتريك دوريل معلنا تأييده للمبادرة الفرنسية والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة، وآملا أن يحمل لقائه بالحريري مؤشرات إيجابية.

 

من جانبه دعا دوريل للإسراع في تشكيل الحكومة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي به بلاده والمجتمع الدولي بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن مؤتمر الدعم بداية الشهر المقبل يدخل في إطار ما أسماه حرص باريس على الاستمرار في مساعدة لبنان.

 

وكشفت مصادر سياسية أن دوريل أبلغ السياسيين اللبنانيين الذين التقاهم أن أمامهم فرصة أخيرة للخروج بحل، ملوحا بجدية العقوبات التي ستتخذ بحقهم نظرا لما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

 

وبين مؤتمر دعم لبنان الفرنسي والاجتماعات التنسيقية المصرية العربية المزمعة أعلن صندوق النقد الدولي عن تخصصيه 860 مليون دولار للبنان من ضمن برنامج قيمته 650 مليار دولار توزع على 190 دولة خلال الشهرين المقبلين.

 

ويشهد لبنان بحسب تقرير صدر أخيرا عن البنك الدولي أزمة تعتبر من بين الأزمات العشر وربما من بين الأزمات الثلاث الأكثر حدة عالميا منذ أواسط القرن 19، في غياب آفاق حل تخرجه من واقع مترد يفاقمه شلل سياسي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com