الصمود حتى النصر

قمة “أوبك بلس” تفجر مواجهة علنية بين السعودية والامارات

| الصمود | مواجهة علنية بين السعودية والامارات فجرتها قمة “أوبك بلس” بشأن تمديد استراتيجية خفض انتاج النفط الحالية، بعد اعتراض تقدمت به أبوظبي في اللحظة الأخيرة على اتفاق تم التوصل إليه في وقت سابق بين روسيا والسعودية.

ورغم اتفاق جميع الدول الأعضاء في “أوبك بلس” على زيادة المعروض نتيجة زيادة الطلب العالمي على النفط، في الاجتماع الأخير، غير أن خلافا على تمديد الاتفاق لآخر العام المقبل أرجئ الاجتماع إلى اليوم الاثنين، وسط مطالب بالمزيد من الوقت لدراسة مقترحات مقدمة في هذا الشأن، وبينما تتفق المجموعة على نطاق واسع على إضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر حتى نهاية العام، لم توافق الإمارات، بسبب نقطة الأساس المرجعية لحصص الإنتاج.

 

الإمارات انتقدت خطة أعضاء تحالف “اوبك بلس” واعتبرت ان الاتفاق “غير عادل” مطالبة بمراجعة نسب الانتاج للقبول به، ما قد يتسبّب في عرقلة عملية تعافي سوق الخام بعد جائحة كورونا، وأدّى دفع الإمارات باتجاه زيادة خط إنتاجها الأساسي إلى خروج اجتماع تحالف الدول المنتجة للنفط عن مساره الأسبوع الماضي والفشل في التوصل إلى اتفاق.

 

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية الإماراتية “للأسف، طرحت اللجنة الوزارية في أوبك+ خياراً واحداً فقط وهو زيادة الإنتاج مشروطاً بتمديد الاتفاقية الحالية إلى كانون الأول/ديسمبر 2022 وهي اتفاقية غير عادلة للإمارات من ناحية نقطة الأساس المرجعية لحصص الإنتاج”، متابعا “الاتفاقية الحالية تستمر حتى نيسان/أبريل 2022 ودولة الإمارات لا تمانع تمديد الاتفاقية إذا لزم الأمر، ولكنها طلبت مراجعة نسب نقط الأساس لمرجعية التخفيض لضمان عدالة الحصص لجميع الأعضاء عند التمديد”، وتقترح الإمارات اتخاذ قرار التمديد “في اجتماع لاحق بهدف إتاحة المجال لاتخاذ قرار فوري بزيادة الإنتاج اعتباراً من أغسطس وحتى نهاية الاتفاقية الحالية”.

 

وتصر الإمارات على رفع خط الانتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يوميًا إلى 3,8 مليون برميل، ما يسمح لها بزيادة الإنتاج من جانب واحد ضمن الحصة الحالية، بحسب خبراء “دويتشه بنك”. ووفقا للخبيرة في مركز”ريستاد” لأبحاث الطاقة لويز ديكسون فإنّ “المفاوضات (…) ستكون صعبة لأن أوبك بلاس تدرك أنه إذا سُمح للإمارات بالإنتاج من قاعدة مختلفة، فقد يحتج أعضاء آخرون”.

 

وتتجه الأنظار إلى فيينا اليوم الاثنين حين ينعقد اجتماع جديد لتحالف “أوبك بلس”، على وقع خلافات بين الرياض وأبوظبي باتت تظهر بشكل أوضح في الأيام الأخيرة، وبهذا الصدد قالت صحيفة “فاينانشال تايمز”؛ إن النفط ليس المشكلة الوحيدة، بل اليمن، والتطبيع، المصالحة مع قطر، وكورونا، كلها أسباب زادت التوتر بين البلدين، حيث كان الخلاف الأخير في اجتماع “أوبك بلس ” حين طلبت السعودية وروسيا من الدول الأعضاء زيادة الانتاج في الأشهر المقبلة، الأمر الذي ترفضه الإمارات.

 

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات المستشار الإماراتي السابق، مروان البلوشي، حول تصاعد المنافسة الاقتصادية بين الدول الخليجية، لا سيما السعودية والإمارات، ولفتت إلى أن مواطن الخلاف أكبر من إنتاج النفط، فقط سحبت الإمارات في عام 2019 معظم قواتها العسكرية من اليمن، تاركة السعودية وحيدة في مواجهة الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

 

وايضا باتت أبوظبي تشعر بالقلق من سرعة المصالحة مع الجارة قطر، كما تشعر المملكة بالصدمة من احتضان الإمارات للكيان الاسرائيلي في أعقاب تطبيع العلاقات العام الماضي والتي مازلت متواصلة مؤخرا، إضافة إلى ذلك، جاءت جائحة كورونا كأحد أسباب التوتر، حيث قررت الرياض منع السفر من وإلى الإمارات، كما لم تعتمد السعودية اللقاح الصيني الذي تعتمد عليه الإمارات بشكل كبير في حملات التلقيح.

 

وفي وقت سابق، هددت الرياض الشركات العالمية متعددة الجنسيات، بقطع العقود معها، إذا لم يكن مقرها الرئيسي في المنطقة بالرياض، الأمر الذي فهم على أنه هجوم يستهدف دبي، المركز التجاري للإمارات.

 

والخميس، نقلت وكالة بلومبرغ للأخبار المالية عن مصدر لم تكشفه توقعاته بالعودة إلى حجم إنتاج يبلغ مليوني برميل يوميا بنهاية 2021، بمعدل 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من شهر آب/أغسطس، وهو خيار لم يقر الخميس والجمعة ويتماشى هذا مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها “أوبك بلس” منذ أيار/مايو والقاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا بعد خفضه بشكل كبير مع التراجع الهائل على الطلب منذ تفشي جائحة كوفيد.

 

ومنذ بدء الأزمة الاقتصادية، تعقد المنظمة اجتماعات شهرية تقريبا لتنسيق استجابة مشتركة، ونجحت استراتيجيتها في دفع الأسعار الى الأعلى، وهي الآن في مستويات لم نشهدها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018. ويتعين على التحالف الآن الخوض في سوق تتميز بالتعقيد مع ارتفاع الطلب الذي يظل هشا، بالإضافة إلى ذلك، تثير الأسعار المرتفعة الحالية والتي تبلغ نحو 76 دولارا، تذمّرًا من كبار مستهلكي النفط الخام مثل الهند، فيما أنّ موقع أبوظبي القوي يضعها في مواجهة جارتها السعودية وسط منافسة محتدمة بين القوتين الاقتصاديتين في قطاعات عديدة بينها النقل والتكنولوجيا.

 

وبحسب بلومبرغ، طرحت الإمارات فكرة مغادرة “أوبك بلاس” في أواخر عام 2020، من أجل ضخ المزيد من النفط والاستفادة من الاستثمارات الضخمة التي قامت بها لتوسيع الطاقة الإنتاجية. وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، أمس الأحد، إن “بلاده رحبت بزيادة الإنتاج النفطي في أغسطس، استجابة للطلب في الأسواق العالمية”، لافتاً إلى أن الإمارات كانت دائماً من أكثر الأعضاء التزاماً باتفاقيات “أوبك” و”أوبك بلس”، مشددا على أن التزام الدولة خلال الاتفاقية الحالية الممتدة لسنتين “تعدى نسبة 103 في المئة”.

 

وفيما يتعلق بمقترح زيادة الإنتاج، أوضح سهيل المزروعي أن “الإمارات رحبت بزيادة الإنتاج النفطي في أغسطس (آب)، استجابة للطلب في الأسواق العالمية”، مضيفا “تعودنا في اجتماعات أوبك بلس أن نسمع طلبات بتغيير أسقف الإنتاج، رحبنا بتلك الزيادة، إلا أنه تم ربطها بتمديد الاتفاقية من بعد أبريل (نيسان) 2022 وحتى نهاية العام القادم”.

 

وتابع قائلاً: “نحن في الإمارات لسنا ضد التمديد، للأسف، طرحت اللجنة الوزارية في أوبك بلس خياراً واحداً فقط وهو زيادة الإنتاج مشروطاً بتمديد الاتفاقية الحالية إلى ديسمبر (كانون الأول) 2022، وهي اتفاقية غير عادلة للإمارات من ناحية نقطة الأساس المرجعية لحصص الإنتاج”، مشيرا إلى أن “الدول لم يكن لديها أي خيار سوى التصويت، في حين اقترحت الإمارات فصل زيادة الإنتاج عن موضوع تمديد الاتفاقية، والمضي قدماً في زيادة الإنتاج دعماً لاحتياجات السوق العالمي”.

 

وتابع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي: “اللجنة الوزارية لأوبك بلس أصرت على ربط الموضوعين، ولكننا طلبنا مراجعة نسب نقط الأساس لمرجعية التخفيض، لضمان عدالة الحصص لجميع الأعضاء عند التمديد”، مؤكدا أن الإمارات دخلت في الاتفاقية الممتدة حتى أبريل، رغم علمها أنها “مظلومة” بسقف الإنتاج، لكنها قبلت ذلك “إيثاراً منها لمصلحة الجميع”.

 

في إطار الرد على الإمارات ورسالة واضحة لها قررت السعودية حظر سفر مواطنيها إلى الإمارات من ضمن دول أخرى في بحجة تفشي فيروس كورونا حيث اصدرت وزارة الداخلية السعوديةقرارا بمنع سفر مواطنيها إلى كل من الإمارات وإثيوبيا وفيتنام، دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء “انطلاقا من حرص حكومة المملكة على سلامة المواطنين الراغبين في السفر إلى الخارج، وفي ظل استمرار تفشي فيروس كورونا وانتشار سلالة جديدة متحورة من الفيروس”. بدورها، أفادت صحيفة “البيان” الإماراتية بأن شركة “طيران الإمارات”، ستعلق جميع رحلات الركاب من وإلى المملكة العربية السعودية حتى إشعار آخر، اعتبارا من أمس الأحد”.

 

وعلى ذكر طيران الامارات وما تملكه من اسطول ضخم من الطائرات باتت تدرك أبوظبي ان حكام الرياض يقومون بعملية تقويض او اضعاف الدور الامارتي في المنطقة وعلى رأسها الاقتصاد الذي يعتبر شريان الحياة للامارتيين من خلال خطة ولي العهد السعودي ابن سلمان 2030 وانشاء شركة طيران عملاقة لمنافسة شركة طيران الامارات.

 

وقال مصدران مطلعان على الأمر إن شركة الطيران الجديدة ستعزز الخطوط الدولية وتردد صدى شركات الطيران الخليجية الحالية من خلال نقل المسافرين من دولة إلى أخرى عبر اتصالات في المملكة ، والمعروفة في الصناعة باسم حركة المرور السادسة. ولم ترد وزارة النقل ، التي لم تفصح عن تفاصيل الخطط ، على طلب من رويترز للتعليق.

 

وتمثل الاستراتيجية تحولًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تقوم شركات الطيران الأخرى ، مثل السعودية المملوكة للدولة وفرعها المنخفض التكلفة ، بتشغيل خدمات محلية ورحلات جوية من وإلى المملكة الغنية بالنفط التي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة.

 

اذا منذ فترة ليست بالقليلة تطفو على السطح الخلافات بين الامارات والسعودية على مختلف الصعد في محاولة من الطرفين لي ذراع الاخر وتثبيت نفسه كقوة فاعلة في المنطقة ويبدو ان الدور السعودي والتاثير خليجيا آخذ بالاضمحلال نتيجة سياسة التعنت في تعاملها مع الدول العربية وتتخلى عن احادية القطب العالمي كما ان الامارات وكانها باتت ستقوي بالكيان الصهيوني التي اعلنت عن طبيعها معه اوخر العام الماضي وعقدها مختلف الاتفاقيات واخرها توقيع رئيس خارجية الكيان في أبوظبي الاتفاقية الـ 12 والاتكاء على الكيان الصهويني في مواجهة الرياض، رغم ان اتفاقيات التطبيع التي وقعتها ابو ظبي مع الاحتلال، كانت طبخة مشتركة بين بن زايد وبن سلمان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com